قال الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجامعة الإخوان المسلمين، في رسالته الأسبوعية "إنَّ الدم البشرى حرامٌ فلا، يصح أن يراق بغير حق، وإن الاعتداء على الحياة جريمة عظمى لا تغتفر، وإن القاتل لا يعتدى على المقتول وحده، بل يعتدى على كل من حوله، زوجته وأولاده، وأمه وأبيه وإخوته، وأقاربه وأصحابه فيدخل الحزن والألم والفقر والضياع، على الأم الثكلى والزوجة الأرمل والأطفال اليتامى، وكل إنسان صاحب ضمير حى يأسى لرؤية الدماء وتمزق الأشلاء، ونشر الدمار. وتابع "بديع" : "إذا كان القتل حرامًا عند الله تعالى ... فإن كل ما يؤدى إلى القتل ويؤذى النفس البشرية؛ حرام كذلك، كالإيذاء والضرب والتعذيب والترويع والخطف والحبس ... مما تقع فيه البشرية فى عصورها وأحوالها الظالمة المُظلمة". وتساءل المرشد: "هل نستطيع أن نهدأ قليلاً في شهر الله الحرام – شهر رجب – فنكف عن الاعتداء والتحريض والتحريش والقتل والحرق والترويع والخطف؟ ... هل نستطيع أن نلتقط أنفاسنا ونعظِّم حرمة الشهر؟ ... هل نستطيع أن ننشر الأمن والأمان والسلم والسلام فى ربوع بلادنا، بل فى ربوع الأرض؟ ... وأن نتذكر أننا جميعًا أخوة فى البشرية، شركاء الإنسانية، رفقاء فى الحياة. وأضاف "بديع": من فضل الله ورحمته علينا في رجب، تحرير أبنائنا المخطوفين في جريمة نكراء في الأشهر الحرم، ولما علم الله عز وجل من كل الشعب المصري ومن قيادتنا الحرص على دمائنا ورأى الحكمة والصبر في التخطيط والتنفيذ، وفقنا وأتم علينا النعمة، وأنجانا برحمته من إراقة أي دم. وطالب مرشد الإخوان، باستغلال الأيام المباركة، التي نمر بها مع قدوم هذا الشهر الكريم شهر رجب، في استغلال النسمات الروحانية، التي نحن في أمس الحاجة إليها؛ لنخفف عن أنفسنا ظلام المادة وشقاء التنافس والتناحر ونيران العداوة والبغضاء. وتمني "بديع" ألا تمر تلك الأيام إلا ونحن في أفضل حال من وحدة الصف، ووحدة الهدف، وائتلاف القلوب، والتوجه إلى الله تعالى أن يصلح أحوالنا وينهض ببلادنا، ويفجر فيها ينابيع الخير والبركة في مزارعنا ومصانعنا ومعاهدنا ومصالحنا.