من يملك مصر الآن وهل حقاً بعد الثورة عادت مصر لملاكها الاصليين شعب مصر؟..الشعب الودود الذى تحمل فى سبيل حبه لبلدة جبروت طغاة ظنوا انها مانعتهم حصونهم وأجهزتهم الأستخبارتية التى طالماً انتهكت الحقوق وضحت بالحريات فى سبيل تحقيق أمن الحاكم وزبانيته..هل حقاً نحيا مصر الجديدة؟، أرجوك لا تسرع فى الإجابة فجرب بنفسك أن تمر بسارتك فى كمين شرطة وانظر الى المعاملة التى يتعرض لها المصرى من ضابط أكثر مؤهلاته حصوله على الثانوية العامة بالعافية ولكن يملك من حظ الدنيا أنة ابن الباشا أو مخبر كل تعليمه وثقافته انتهت عند حصوله على شهادته الابتدائية. حضرات السادة قضيت يومى أحاول تهدئة صديقى الدكتور بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية من الموقف الذى تعرض له عند سيره بسيارتة فى شارع السودان عندما استوقفه ضابط ومخبر بكمين مرور وسألوه عن الرخص فبادر الدكتور بإطلاعهم عليها فما كان من الضابط الهمام إلا أن طلب منه تفتيش السيارة دون سبب من القانون يبيح له ذلك، فالرخص سليمة ولم يكن الدكتور فى حالة تلبس بجريمة ..فبادره الدكتور قائلاً "انت أطلعت على الرخص والبطاقة وعلمت باننى دكتور جامعى فما الداعى لتفتيش السيارة..هل بى شبهة ..وفى المقابل تترك المكروباص المخالف يمر دون ان تسألهم حتى عن الركاب الزيادة أو بعض السيارات التى لا تحمل لوحات معدنية اساساً ) فكان ما أخجل عن ذكره من هذا الضابط ومن معه..فلم يجد صديقى من الامر بداً فتوجه الى وزارة الداخلية حاملاً لشكواه من إساءة استعمال السلطة والتهديد بها فضلا عن القذف والسب ولا أخفيك سراً (الضرب)معتقداً أن مصر يحكمها قانون وان الشعب صاحب السلطة منه تنبع وإليه تعود. فوجد ضابط آخر يجلس فى مكتب مكيف لم يزيد عن سابقه شئ فى سوء المعاملة والافتئات على البشر فخرج وحضر الىَ عارضاً شاكيتة ولأننى لا أملك من الأمر الإ تهدئته..ففوجئت به يقوم بتمزيق بحثاً أعده عن الفساد الإدارى وكيفية مقاومته للإرتقاء بالمجتمع . حضرات السادة..هل يستطيع اى شخص فى مصر كلها إلان أن يطالب الدكتور الأستاذ بالاقتصاد والعلوم السياسية بالولاء والانتماء لمصر..التصرفات الفردية المتزايدة للشرطة الآن تقتل الولاء والانتماء لدى المواطنين والتى وصلت لدرجة من الخطورة يفكر معها البعض أنها سياسة النظام الآن. دموع صديقى افقدتنى تركيزى وكانت طلقات رصاص تخترق صدرى ولا أملك من وسائل الرد إلا ان اهدئه وأحاول جاهداً ان أعيده الى تركيزه واستغرق الأمر منى الكثير حتى استقرت نفسه بعض الشئ ..ثم فاجئنى بقوله: ما هذه البلد التى تهين علمائها ..وتحمى البلطجة ..ولماذا يحاول النظام أن يرتدى عباءة الاسلام .. وخلدت الى نفسى على أثر كلماته وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما وقف أمام الكعبة قبل هجرتة من مكة فقال يخاطبها: "ما أطيبك وأطيب ريحك وما أعظمك وأعظم حرمتك والذى نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله اعظم من حرمتك ماله ودمه وعرضه وألا يظن به إلاخيراً . ويتجلى ذلك دون لبس أو أبهام فى قول الرسول r " وأنا أشهد الله تعالى على من وليته شيئاً قليلاً أو كثيراً من أمور المسلمين فلم يعدل فيهم أنه لا طاعة له.. وهو خليع مما وليته وقد برئت ذمم اللذين معه من المسلمين" . وقوله فيما روى عن عبد الله بن عمرو قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إن المقسطين على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين:الذين يعدلون في أهلهم وحكمهم وما ولوا. أخرجه مسلم.والعدل من الدعائم الاساسية التى أرسيت قواعدها فى الإسلام بما سنه الرسول الكريم صلى الله علية وسلم وصارعليه خلفائه الرشدين دون تمايز بين حاكم أومحكوم . حضرات السادة، ان تقرير المساواة وإرساء العدالة فى المجتمع من أعظم العوامل أثراً فى صدق الانتماء والولاء للوطن والدولة، وسبيله أن يعامل الفرد على قدم المساواة مع الآخرين فى الحقوق والحريات والتكاليف العامة وكل من المساواه والعدل سبب للأمن والأمان باعتبارهما من القواعد التى يتأسس عليها انتظام أمور الجماعة والدولة للحاجة اليها فهى صمام أمان للحاكم والفرد والرجل والمرأة والغنى والفقير والمسلم وغير المسلم، وعليهما تأسس بناء الدولة الاسلامية فى عصورها الزاهرة .فلم تكن قواعد الشريعة قليلة ثم كثرت ولا مبادئ متفرقة ثم تجمعت ولا نظريات أولية ثم تهذبت ولم تولد هذه القواعد صغيرة مع ميلاد النظام السياسى الاسلامى ثم سايرت تطورها ونمت بنموها وإنما وُلدت شابة مكتملة ونزلت من عند الله كاملة شاملة جامعة مانعة لا ترى فيها عوجاً ولا تشهد فيها نقصاً أنزلها الله تعالى من سمائه على قلب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في فترة قصيرة لا تجاوز المدة اللازمة لنزولها فترة بدأت ببعثة الرسول وأنتهت بوفاته أو انتهت يوم قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} فالعدل بين الناس فى الإسلام لا يلحقة هوى ولا يعترضه جاه وهو ما تقيم علية الحياة السياسية عمادته وتشد عليه وثاقه .وهو ما يتضحح دون لبس أو أبهام من قول عمر بن الخطاب فىخطبة لة جاء فيها :" ولست أدع أحداً يظلم أحداً ولا يعتدى علية حتى أضع خده على الارض , وأضع قدمى على الخد الآخر حتى يٌذعن للحق . ولذا استقر المبدأ الذى يقرر أن الاسلام والاستبداد ضددان لا يلتقيان. وكان عمر بن الخطاب يخطب ولاته على مرأى ومسمع من الناس ليٌشهدهم عليهم حتى لا يظلموا الناس بما لهم من جاه السلطة وبأس السلطان قائلاً " ألا وأنى لم أبعثكم أمراء ولا جبارين ولكن بعثتكم أئمة الهدى يٌهدى بكم فأدوا على المسلمين حقوقهم ولا تضربوهم ولا تستأثروا عليهم فتظلموهم ولا تجهلوا عليهم أيها الناس إنى أشهدكم على أمراء الأنصار أنى لم أبعثهم إلا ليفقهو الناس فى دينهم ويقسموا عليهم فيأهم ويحكموا بينهم فإن أشكل عليهم شئ دفعوه إلى. بل ان الضعيف على سلطانه حتى يأخذ الحق من نفسة والضعيف من أحاد الرعية هو القوى حتى يأخذ الحق لة من نفسة ذلك أن ابا بكر يعطى القود من نفسه وأقاد الرعية من الولاه " . وفعل عمر بن الخطاب مثل ذلك وتشدد فية فأعطى القود من نفسة أكثر من مرة ولما قيل لة فى ذلك قال:" رأيت رسول الله r يعطى القود من نفسه وأخذ عمر الولاة بما أخذ بة نفسه فلما ضلك والٍ رعيتة إلا أقاد من الوالى للمظلوم. وأعلن على روءس الأشهاد مبدأه هذا فى موسم الحج حيث قال:-" ألا وإنى والله ما أرسلهم إليكم ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم فمن فٌعل به سوى ذلك فليرفعه الى فوالذى نفسى بيده لأقصنه منه، فوثب عمرو بن العاص فقال:يا أمير المؤمنين أفرأيت إن كان رجل من المسلمين على رعيته فأدب بعض رعيته انه لتقصنه منه ؟ قال:إى والذى نفس عمر بيده إذا لأقصنه منه وقد رأيت رسول الله r يقص من نفسه ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم .ولا تمنعوهم حقوقهم قتكفروهم , ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم . .... ولكن أين ما كان........وهل يفيد البكاء على ما مضى..انه زمن السير عكس الاتجاه ..عكس ما قررته قواعد الشريعة الاسلامية ...وارى أنها محاولة جادة للعودة بنا لما مضى من عصر تهدر فيه الحقوق والحريات ولا مجال للقول بكرامة المصرى ..وان كنت تشك فى ذلك فاركب سيارتك وحاول المرور على كمين للشرطة وراقب معاملة الباشا الضابط ومخبريه..واحذرك.. أنتبه من فضلك فالشرطة ترجع للخلف.