أصبحت البريكس "مجموعة الاقتصادات الخمس الصاعدة في العالم" وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، فى مكانة فريدة تجعل للدول النامية صوتا أكبر في إدارة الاقتصاد العالمى، في ظل معاناة الكثير من دول العالم المتقدم من مشكلات اقتصادية. وبعد مرور أسابيع فقط من اجتماع الرئيس الصيني شي جين بينغ برئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في دربان على هامش قمة البريكس، توجه رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلى نيودلهي أول أمس الأحد في أولى محطات جولاته الخارجية الأولى بعد توليه منصبه. وتعطي تلك الفترة القصيرة من الاتصالات عالية المستوى بين العملاقين الأسيويين، انطباعا بأن التنين الصيني والفيل الهندي في طريقهما لإقامة علاقات أفضل وتعاون أوثق. كما سيعطى هذا المفهوم بريقا إضافيا للأطر متعددة الأطراف مثل البريكس، التي تعد الصين والهند من اللاعبين الكبار فيها، ولقد أدرك الزعماء أصحاب الرؤى في كلا البلدين أن العالم به مساحة كافية لتنمية الصين والهند، وأن الجارتين تتشاركان في مصالح مشتركة شاسعة برغم القضايا الحدودية المستمرة منذ فترة طويلة والتنافس الصيني الهندي على الريادة الإقليمية. وستعطي الشراكة القوية بين الصين والهند، اللتين تفتخران بتحقيق إنجازات اقتصادية مذهلة في السنوات الاخيرة، للبريكس دفعة قوية باتجاه القيام بدور بارز على نحو متزايد. وبالعودة لمنتصف القرن الماضي، نجد أنها نفس الرغبة فى تحقيق الاستقلال والنهضة الوطنية في العالم النامي، التى جمعت الجارتين العملاقتين معا. ومنذ ذلك الحين، ينظر للدولتين على أنهما بطلتان للدول النامية في قضايا مثل تقليل حدة الفقر والأمن الغذائي وأمن الطاقة والتغير المناخي مع القضايا العالمية الأخرى، والآن بعد أن باتت الصين توصف بأنها مصنع العالم والهند المكتب الخلفى للعالم، فإن لدى الدولتين الكثير ليقدماه لتغيير المشهد الاقتصادي العالمي وضمان المزيد من الحقوق للدول النامية. ومن جانبه صرح رئيس مجلس الدولة الصينى الزائر لي كه تشيانغ أمس بأن الصين والهند حددتا مبادئ تسوية المشكلة الحدودية التى خلفها التاريخ بين البلدين، ومن جانبة قال لي "يرى الجانبان أننا نحتاج لتحسين الآليات المتنوعة المتعلقة بالحدود، والتي قمنا بوضعها وأن نجعلها أكثر كفاءة، كما نحتاج للتعامل بشكل ملائم مع الأمر وحل خلافاتنا"، حسب وكالة"شينخوا " الصينية. جاءت تصريحات لي خلال مؤتمر صحفي عقد بعد المحادثات التي أجراها مع نظيره الهندي مانموهان سينغ، مضيفا أن "عملنا سويا للحفاظ على استقرار وسلام المناطق الحدودية". وأشار لي إلى أنه عقد العديد من المحادثات الودية المعمقة والصريحة مع سينغ وغيره من المسئولين في الهند بعد وصوله، وقال إن النتيجة الأهم لتلك الاجتماعات هي توصل قادة البلدين لتوافق استراتيجي وتعميق الثقة الاستراتيجية. أخبارمصر-البديل