أجمع عدد من السياسين على ضعف مظاهرات مليونية "الإخوان جوعونا"، وأرجعوا سبب الضعف إلى انشغال الشارع المصري بحملة "تمرد" التي تستهدف سحب الثقة من الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وأن المواطنين لا يشعرون بجدوى المظاهرات الآن ويرون أن التحرك في الأحياء وتشكيل كتل معارضة أهم من المظاهرات في الوقت الحالي. أرجع عمرو عبد الراضي عضو اللجنة المركزية بحزب التجمع، ضعف المظاهرات إلى شعور المواطنين بعدم جدوى التظاهر السلمي في إحداث تغيير ضد نظام جماعة الإخوان "التي نجحت في تشويه أشكال الاحتجاج السلمي من خلال ميليشياتها التي دفعت بها لتخريب تظاهرات المعارضة وتشويهها" - حسبما قال. وأكد "عبد الراضي" أن المواطن يحتاج إلى وسائل جديدة؛ للتصدى لجماعة الإخوان، وهذا سبب إقبال المواطنين للتوقيع على استمارات "تمرد" من أجل سحب الثقة من محمد مرسى، مضيفاً؛ الشارع دائماً يسبق المعارضة "فيبنما مازالت تفكر قوى المعارضة فى المظاهرات السلمية فى الميادين الرئيسية، يفكر الشارع فى وسائل أكثر ردعا فى مواجهة تلك الجماعات". كما أشار "عبد الراضي" أن أحد الأسباب أيضاً حالة الفرقة والمعارك الكلامية وحرب التصريحات المتبادلة بين قوى المعارضة نفسها؛ كاتهامات العمالة والتخوين والإقصاء التى تطلقها بعض القوى، وخصوصا الشباب ضد قوى سياسية رغبة منها فى الإقصاء. وقال أحمد عبد اللطيف القيادي باتحاد الشباب الاشتراكي، إن ضعف مظاهرات الأمس، لها أسباب كتيرة منها عدم توحد القوى على مكان واحد للتظاهر، وعدم الدعوة للمظاهرات بشكل جيد، مؤكداً؛ أن معظم المواطنين مشغولين فى جمع توقيعات حملة "تمرد" فى الشوارع والأحياء والتحضير لمليونية 30/6 . وطالب "عبد اللطيف" من القوى السياسية التوقف عن عمل تلك المسيرات والمظاهرات التى ستتسم بالضعف والهزل على حد قوله، والعمل جيدا على حشد الجماهير لمليونية 30/6 من خلال العمل على حملة "تمرد" وزيادة وعى الجماهير. وأوضح مدحت الزاهد نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن هناك ظاهرة مزدوجة بارتفاع دوائر الغضب ضد الحكم الإخوان والرئيس مرسي، ومن ناحية أخرى هناك تراجع في مظاهر التعبير عن هذا الغضب باستثناء حملة "تمرد". وأكد "الزاهد" أن المرحلة لن تحسم ب"ساعة صفر"، أو ب"ضربة واحدة"، وأنها ستحسم بالتركيز على المواقع والعمل الموقعي في المدارس، والجامعات والمصانع، والأحياء الفقيرة؛ لخلق تراكم لأي موجة ثورية قادمة. وأشار "الزاهد" إلى أن دوائر الغضب الآن أكثر رفضاً، ولا يجوز أن تكون الاحتجاجات في عرض مستمر، مؤكداً أن الشعب سيصنع مسارات للتعبير عن غضبه، وأن السلطة بدأت في التراجع أمام الضغط عليها. وفسرت منى عبد الراضي المتحدثة الرسمية باسم الجبهة الوطنية لنساء مصر ضعف مظاهرات مليونية "جوعتونا"، بإنشغال المواطنين بجمع "تمرد"، والإعداد لمليونية 30 \ 6 التي دعت لها الحملة. وأكدت "عبدالراضي" أن عودة الحراك الشعبي للميادين؛ وإن كان ضعيفا مهما، للتمهيد لما هو قادم، وأن المواطنين شعروا بأن حكم الإخوان سيزيدهم فقراً بعد ان تمكنوا من مفاصل الدولة. كانت قوى سياسية قد دعت إلى مسيرات أمس من عدة ميادين، باتجاه ميدان التحرير شارك فيها المئات، وشهدت اشتباكات في نهاية اليوم على كورنيش النيل بين مجموعة من المتظاهرين، حاولوا الوصول إلى مجلس الشورى، وبين قوات الأمن.