قام رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي، بزيارة إلى مقر اتحاد الصناعات البرازيلية في مدينة "ساوباولو"، التقى خلالها مع باولو سكاف، رئيس الإتحاد، كما حضر جانباً من اجتماع مُنتدى الأعمال المصري/البرازيلي، الذي عُقِد بحضور قيادات اتحاد الصناعات البرازيلي، ومجموعة من رجال الأعمال المصريين والبرازيليين، حيث تم خلاله استعراض آفاق التعاون الإقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين. وأكد مرسي في كلمته أمام هذا الإجتماع، الدور المُهم والحيوي، الذي يقوم به القطاع الخاص ورجال الأعمال، إلى جانب الحكومات، في تعزيز العلاقات بين الدول والشعوب، وتطلع سيادته إلى دفعها قُدُماً من خلال التنسيق في ما بين اتحادات الصناعات في كلٍ من مصر والبرازيل، والدخول في مُشاركةٍ حقيقيةٍ، بما يحققُ المصالح المُتبادلة، ورفع معدلات التجارة والاستثمار بين البلدين الصديقين. وأضاف مرسي أن البرازيل تأتي على رأس الدول التي تتطلعُ مصر للاستفادة من خبراتها المتراكمة في المجالات التنموية، وفى مُقدمتها المجالات الصناعية والاجتماعية، وكذلك لإقامة علاقات استراتيجية معها، ترقى إلى تطلعات وآمال شعبَيّ البلدين، مشيداً باتحاد الصناعات البرازيلية في ساوباولو باعتباره أحد أهم مُنتديات الأعمال التجارية والاقتصادية في البرازيل وأمريكا الجنوبية، ولإسهامه على مدار أكثر من ثمانين عاماً في تحقيق النهضة الاقتصادية والصناعية التي تشهدها البرازيل. كما أكد مرسي، ثقته في أن التعاون بين مصر والبرازيل، يُمكن أن يُمثل مَدخَلاً للإستثمار البرازيلي في المنطقة العربية والإفريقية، وللمنتجات المصرية في أمريكا اللاتينية، مُشيراً في هذا السياق إلى أن قرب دخول اتفاقية التجارة الحرة مع تجمع "ميركوسور" حيز التنفيذ، سيوفر إطاراً عملياً لتنفيذ مشروعات طموحة على الجانبين. من ناحية أخرى، استعرض مرسي ما يتميز به الإقتصاد المصري من مُقوماتٍ وطاقات بشرية وإمكانات واعدة، والجهود المبذولة من أجل النهوض به، من خلال عدد من المشروعات، في مقدمتها مشروع تطوير قناة السويس، والمساعي الجارية مع المُؤسسات المالية الدولية للتوصل لاتفاق لدعم الاقتصاد المصري، ويحظى بتوافق شعبي في إطار الخطة الوطنية للإصلاح الاقتصادي، مُبرزاً حرص الحكومة المصرية على تذليل كافة العقبات أمام المُستثمرين الأجانب، خاصةً البرازيليين، وتوفير المناخ الإيجابي لجذب المزيد من الاستثمارات، بما يُحقق المصلحة المُشتركة للبلدين. وقد أبدى المستثمرون البرازيليون خلال لقائهم بمرسي، اهتمامهم بتعزيز استثماراتهم في مصر لما تمثله من سوق كبيرة واعدة، كما أشار مرسي إلى بعض الاستثمارات البرازيلية في مجالات صناعات الحديد والسيراميك والمواد الغذائية خاصة من اللحوم المجمدة. كما أبدى مرسي، تطلع مصر للتعاون مع البرازيل في مجالات التصنيع العسكري وتصنيع وتجميع الطائرات والسيارات، مشيراً في هذا الصدد إلى رغبة مصر في مشاركة المستثمرين البرازيليين في المشروع المصري الجاري تنفيذه لتوفير 5000 أتوبيس عام في القاهرة الكبرى، وكذلك في تطوير القطاع الزراعي والصناعات الزراعية وتنميتها، بما يسهم في دعم الجهود الوطنية من أجل تحقيق الإكتفاء الذاتي من المواد الغذائية خاصة من القمح، فضلاً عن صناعات الحديد والصلب والغزل والنسيج، وهو ما أبدى المستثمرون البرازيليون اهتماماً وتحمساً كبيراً إزاءه. وقد رحب رئيس اتحاد الصناعات البرازيلية بالدعوة التي وجهها مرسي لأعضاء الإتحاد لزيارة مصر في سبتمبر المقبل، وبحث الخطوات التنفيذية في هذا الخصوص.