قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن اكتشاف حقول الغاز الطبيعي قبالة سواحل إسرائيل تعمل على تحول البلاد التي تفتقر للطاقة إلى آلة صنع قادرة على تصدير الطاقة الرخيصة والطاقة النظيفة لمواطنيها والمصانع والشركات، مضيفة أنه بعد حرمان إسرائيل من الثروة النفطية، وجدت نفسها فجأة لاعبا رئيسيا في منطقة البحر المتوسط، وربما لاعبا رئيسيا في سوق الغاز الطبيعي الأوروبي. ولفتت إلى أن الحقول اكتشفت لأول مرة في المياه العميقة في عامي 2009 و2010، ووضعت"إسرائيل" في موقف تحسد عليه، ولكنه صعب جدا، حيث تحاول تصدير الغاز إلى جيرانها، التي بينها وبينهم عداء كبير، ويكمن السؤال حول لمن، وكيف ستصدر إسرائيل الغاز الطبيعي؟. وأوضحت الصحيفة أن بعض القادة الإسرائيليين اقترحوا استراتيجية جديدة وهي "الغاز مقابل السلام"، عن طريق شركات الطاقة التي ستوفر الغاز بأسعار تنافسية للجيران الذين يرغبون في الشراء، ولكنهم يعترفون أيضا بأن بعض الدول قد ترفض شراء الغاز بأي سعر، حيث إن الغاز قادم من إسرائيل، ولسنوات عديدة رفضت الدول العربية الغنية بالنفط إمداد إسرائيل به. ويقول "بنحاس إفيفى"، مدير الشئون السياسية المتعددة الأطراف، العالمية والاستراتيجية في وزارة الخارجية الإسرائيلية:"هناك احتمالات متنوعة ومثيرة للاهتمام"، وأضاف:"الخدعة تكمن في استخدام الغاز لحل المشكلات، وليس لخلق مشكلات جديدة". ولفتت إلى أن القيادة الإسرائيلية ستعلن قريبا كم الإنتاج من الغاز الطبيعي في المستقبل، وكم الكميات التي ستصدرها الشركات، وفي نفس الوقت بدأ الساسة الإسرائيليون في التفكير حول ما يجب فعله بمليارات الدولارات التي ستخلفها إيرادات الغاز الطبيعي. وينصح الاقتصاديون بحفظ عائدات الدولارات من الغاز في صناديق خاصة بالمعاشات التقاعدية في المستقبل، كما تفعل النرويج بثرواتها النفطية، حتى لا يغرق الاقتصاد الإسرائيلي بعائدات الغاز الطبيعي، حيث إن التسريب السريع لعائدات النفط يمكن أن يضخم قيمة الشيكل الإسرائيلي لدرجة تضر بالقدرة التنافسية لصادرات البلاد في مجالات أخرى، وهي ظاهرة تعرف باسم"المرض الهولندي". واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن اكتشافات الغاز تمثل تحولا كبيرا بالنسبة لبلد اعتمد على استيراد الفحم والغاز لتوليد الكهرباء، فقد كانت إسرائيل عرضة لتقلبات السوق العالمية للطاقة وأيضا لهجوم البنية التحتية. وقال "تشارلز ديفيدسون"، رئيس شركة نوبل إنرجي ومقرها تكساس، التي اتخذت زمام المبادرة في تطوير حقول الغاز الطبيعي لإسرائيل:"نوبل وشركاءها يقومون بتقييم عدد من الخيارات لتصدير الغاز الطبيعي الإسرائيلي، بما في ذلك النباتات الطافية في الخارج وتحويلها إلى غاز". ورأت أن إسرائيل يمكن أن تصدر الغاز الطبيعي إلى جنوب أوربا عبر اليونان من خلال خط أنابيب، ولكنها سوف تتنافس مع روسيا بشكل قوي، ووفقا لتقرير من المجموعة الاستشارية "ستراتفور" : "أسهل طريقة لإسرائيل لبيع الغاز الطبيعي في الخارج هو بناء خط الأنابيب الذي يمتد على طول سواحل لبنان وسوريا بعد وصوله إلى تركيا، لكن لبنان وسوريا معاديتان للفكرة".