ترددت في الأيام الأخيرة بعض الأنباء التي ترجح احتمالية نشوب حرب عسكرية بين سوريا والكيان الصهيوني على خلفية الضربة الجوية الإسرائيلية لبعض المنشآت السورية العامة التي تكررت مساء أمس مرة أخرى. الأمر المحتمل قد يعصف بالمنطقة ككل، فالوضع العام في الشرق الأوسط على صفيح ساخن داخلياً، فضلاً عن تراجع مصر عن دورها الريادي في الوقوف لحل مشكلات الدول العربية الشقيقة. "البديل"، من جانبها، رصدت أراء بعض السياسين حول دور مصر في حال دخول سوريا في حرب ضد الكيان الصهيوني. قال أبو العز الحريري، وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إنه "من المستبعد أن تحدث حربًا على سوريا من الأساس فالوضع يزداد تعقيدًا، حيث ظهرت القاعدة بشكل علني، والإخوان هناك بدأوا في الإعلان عن أنفسهم وهو ما جعل "إسرائيل" تدرك مدى خطورة سقوط بشار الأسد" وأضاف "الوضع اتضح للجانب الأوربي بعد التدخل العسكري في مالي على خلفية احتجاز جماعات إخوانية وأخرى متطرفة للسياح في الجزائر وهو ما يجعل أوروبا الآن ترى أن الإخوان هم طالبان والجميع هم القاعدة والتطرف واحد برغم المسميات؛ لهذا أوروبا بدأت في تغيير مواقفها". ورأى "الحريري" أن موقف الاتحاد السوفيتى والصين وإيران يزداد قوة يومًا بعد الآخر, كما أن وضع بشار الأسد نفسه أصبح قوياً بعد ظهور الجماعات المتطرفة بشكل علنى وتبنيها لما أسموه "الثورة فى سوريا"، وقال: "نرى الآن الأسد ينزل إلى الشارع، ويفتتح مصانع ومدارس وسط ترحيب من شعبه والعديد من التيارات السياسية التى عرفت أن سقوطه لن يحقق إلا مزيدًا من التدخل الأجنبي على أرضها". وشدد وكيل مؤسسي حزب التحالف على أن الحرب في سوريا تتخذ الطابع الطائفي بشكل معلن والقوى التي وصفها ب"الظلامية" هناك تحارب الأسد على هذه الخلفية لا لخلاف سياسي، وتابع: "كما أن العلويين وعددهم 14 مليون شخص يقفون داعمين لبشار الاسد وهي قوى لا يستهان بها، بالإضافة إلى الضغط الشيعي في الخليج العربى بما يمثله من نسبة تصل إلى 40% من السكان هناك؛ لرفض أي تدخل أو حرب على سوريا". وقال صلاح الدسوقي، وكيل مؤسسى حزب المؤتمر الشعبى الناصري، إنه "فى حالة التدخل العسكري أو نشوب حرب بين سوريا والكيان الصهيوني يتوجب على مصر وكل دولة عربية الوقوف إلى جانبها بكافة الأشكال الممكنة بداية من استنكار التدخل أو قطع العلاقات ونهاية بالمساندة العسكرية اذا تطلب الأمر؛ معللًا ذلك بأن مصر ستتأثر بشكل مباشر فى حال سقوط سوريا كتأثرها بسقوط العراق ثم ليبيا. وأضاف "الدسوقى"، أن "الوضع لا يحتمل إطلاق العبارات الصهيوأمريكية التى تقال بين حين وآخر مثل انضمام مصر إلى محور الشر، أو تقارب مصر مع إيران أو المد الشيعي أو كل ما يطلق من مصطلحات أمريكية الصنع؛ لمحاولة تبديل العداء العربي الصهيوني إلى عداء عربي عربي، أو عداء عربى إيرانى , أو إصباغ الأمر بالطائفية وتصوير الموقف كأنه عداء سني شيعي".