هدد قائد اللواء الشمالى بالجيش الصهيونى الجنرال لافى مزراحى، باحتلال العاصمة السورية، زاعما أن دمشق لن تتمكن من إيقاف التقدم الصهيونى. وعرضت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية فى عددها الصادر السبت (6-2)، نص المحاضرة التى ألقاها مزراحى فى مستوطنة "أفرات" بالضفة الغربية، أمام مئات الجنود، قال مزراحى فى رده على سؤال عن التهديدات التى أطلقها وزير الخارجية السورى، وليد المعلم، التى قال فيها إن الحرب القادمة ستصل إلى عمق المدن داخل الكيان الصهيونى، وكان رد مزراحى "الصواريخ السورية باستطاعتها أن تصل إلى المدن الإسرائيلية، ولكن الجيش الإسرائيلى قادر على احتلال العاصمة السورية، دمشق". وكان وزير الخارجية السورى وليد المعلم، قد حذر الكيان الصهيونى الأربعاء، من مغبة شن اي حرب على سوريا لأنها في هذه الحالة ستتحول الى "حرب شاملة" لن تسلم منها المدن الصهيونية. وجاءت تصريحات الوزير السوري ردا على تعليق لوزير الحرب الصهيوني إيهود باراك بأن تل أبيب قد تجد نفسها في مواجهة عسكرية مع سوريا إذا لم تتوصلا إلى اتفاق سلام.
وأضاف مزراحى "إن ميزان قوة الردع يعمل لصالح إسرائيل، وأن السوريين يعرفون ذلك جيدا"، وقال المراسل العسكرى للصحيفة إنّ مزراحى استعرض أمام الجنود خلال المحاضرة تاريخ المواجهات بين الجيش الصهيونى والجيش السورى، وقال إن الحدود الشمالية فى هذه الفترة بالذات تعتبر من أكثر الحدود هدوءً بالنسبة لتل أبيب.
فى المقابل واستمرارا لحالة التخبط الصهيونى فى التعامل مع هذا الملف نقلت الصحيفة عن مسئولين فى مكتب بنيامين نتانياهو، أن رئيس الوزراء نقل رسائل إلى القيادة السورية مفادها أن حكومته مستعدة للبدء فى مفاوضات مع سوريا.
وأضافت أن هذه الرسائل نقلت عبر رئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو برلوسكونى الذى زار الكيان الصهيونى هذا الأسبوع وكذلك عبر وزير الخارجية الإسبانى ميجيل موراتينوس.
أمر لا يطاق ونقلت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية اليوم السبت دفاع وزير الخارجية الصهيونى، أفيجدور ليبرمان عن تصريحاته السابقة المثيرة للجدل ضد الرئيس السورى بشار الأسد وتهديده بشن حرب واسعة عليها قائلا "إن التهديدات الخطيرة فى منطقة الشرق الأوسط تتطلب ألا تمر دون رد عنيف" فى إشارة إلى سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى تهديدات ليبرمان السابقة التى وجه فيها كلامه للرئيس السورى مباشرة "أن أبوك خاض الحرب ضد إسرائيل وخسر فيها ولكنه أستمر فى السلطة بينما أنت فى حال خوضك للحرب مرة أخرى فستخسر الحرب والسلطة".
وأضافت الصحيفة، أن تصريحات ليبرمان جاءت عقب تصريح الرئيس السورى بشار الأسد يوم الأربعاء الماضى لوزير الخارجية الأسبانى "ميجيل أنخيل موراتينوس" أن الكيان الصهيونى سيودى بمنطقة الشرق الأوسط إلى حرب جديدة.
وأشارت "هاآرتس" إلى أن تصريحات ليبرمان قد تعرضت لانتقادات قاسية يوم الخميس الماضى من عدد كبير من أعضاء الكنيست، وأن بعضهم دعا رئيس الوزراء الصهيونى بنيامين نتانياهو لعزله من منصبه، فى الوقت الذى رد فيه ليبرمان على الانتقادات أمس، قائلا "أنا لا أعمل من أجل وسائل الإعلام، أو من أجل الرأى العام"، مضيفا "أن الوضع الحالى مع سوريا أمر لا يطاق".
منطق صهيونى من ناحيتها، أكدت سوريا أن التهديدات التي تصدر من شخصيات وقيادات إسرائيلية تعبر عن منطق الحكومة الإسرائيلية بالبعدين السياسي والعسكري معا، وتوضح نوايا الكيان الصهيوني بشن حروب جديدة في المنطقة والذهاب بها نحو حرب شاملة لا توفر مدنا ولا بنى تحتية ولا بشرا ولا إمكانات ولا يدرك أحد مداها الأقصى وحدودها النهائية وموعد نهايتها وحجم الفوضى والدمار الذي يمكن أن تخلفه.
وقالت صحيفة "تشرين" السورية في عددها الصادر اليوم السبت "لطالما اعتقدت (إسرائيل) أن بوسعها أن تشن الحروب وتنأى بنفسها عن نتائجها ولطالما ظنت خطأ أن بوسعها أن تكون صاحبة القرار وسيدة الموقف حين تشاء وكيفما تشاء".
وأضافت "لطالما فعلت (إسرائيل) ذلك في الماضي، ولطالما جربت صبرا سوريا وعربيا وإسلاميا عميقا وغير محدود ولكنه في المحصلة صبر معدود سينفد في الوقت الذي تجرب فيه إسرائيل اختبار صلابة سوريا وعزيمتها وإصرار شعبها على استعادة أرضه المحتلة بكل الوسائل المشروعة والمتاحة والممكنة دون تمييز بين هذه الوسائل ودون أولويات بينها آنذاك".
وأوضحت الصحيفة أن طريق السلام مفتوح وواضح ومحدد المعالم، ومقتضياته ليست بحاجة إلى فهم وتفهيم، وطريق الخراب والدمار يمكن أن يفتح في اللحظة التي تستجيب فيها إسرائيل لنزعاتها العدوانية ولعقول قادة تختلط في عروقهم موهبة الجريمة وأسلوب المافيا وتنعش أرواحهم روائح القتل فإلى أين تذهب إسرائيل؟.
وختمت الصحيفة بالقول "حيثما تذهب (إسرائيل) ووفق كل منطق تختاره فستجد سوريا مستعدة تماما لمنطق السلام ومقتضياته ولمنطق الحرب وأدواته".
البدء بالأرض وكان الرئيس السورى بشار الأسد قد صرح لمجلة "نيويوركر" الأمريكية، إن على الصهاينة ألا يتوقعوا أن تمنحهم سوريا "السلام الذى يريدونه"، وشدد على أن الأمر يبدأ بالأرض، أى بإعادة الجولان.
وأعلن الأسد عبر المجلة التى صدرت الجمعة أن سوريا ستوقع معاهدة سلام مع الصهاينة "إذا قالوا إنه يمكن لنا أن نستعيد الجولان كاملا، لكن عليهم ألا يتوقعوا منى أن أمنحهم السلام الذى يتوقعون.. الأمر يبدأ بالأرض، ولا يبدأ بالسلام".
وقال الأسد "قادة إسرائيل يتعاملون مع مشاكل المنطقة كأنها دمى، وأضاف مخاطبا الإسرائيليين "لا الطائرات ولا الأسلحة الحديثة ستؤمن لكم الأمن... السلام مع جيرانكم هو من سيؤمن لكم الأمن".
ورأى الأسد من جهة أخرى أن "الإسرائيليين يريدون تدمير حماس.. لكن ما البديل عن حماس؟ إنه تنظيم القاعدة". وفى حديثه عن الوضع اللبنانى رأى الأسد ضرورة إجراء إصلاحات كبيرة فى النظام الداخلى اللبنانى، وقال إن "الحرب الأهلية فى لبنان قد تبدأ فى أيام، لا تحتاج إلى أسابيع أو أشهر، قد تبدأ هكذا فقط، لا يمكن الشعور بالاطمئنان حيال أى شىء فى لبنان إلا إذا غيروا النظام بكامله".
وعن تعاون سوريا مع الولاياتالمتحدة فى العراق، قال الأسد "لقد أرسلنا وفدنا إلى الحدود لكن (العراقيين) لم يأتوا. بالطبع، السبب هو أن المالكى ضد هذه المسألة. حتى الآن، لا يوجد أى شىء، لا تعاون حول أى شىء ولا حتى أى حوار حقيقى".
ونصح الأسد إدارة أوباما بقبول العرض الإيرانى لتبادل اليورانيوم على مراحل، مضيفا "لو كنت، الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، لما سلمتهم كل اليورانيوم لأنه ليس هناك من ضمان"، ورأى أن الإيرانيين "يستطيعون أن يفتعلوا المشاكل للأمريكيين، أكثر مما يستطيع الأمريكيون أن يفتعلوا المشاكل للإيرانيين". ورغم أنه شدد على أن "هناك حاجة لولايات متحدة قوية، تحمل معها سياسات جيدة"، ذكر أن "نظرة الولاياتالمتحدة لا تبدو واضحة حول ما يريدون أن يحدث فى الشرق الأوسط".
حرب إعلامية وفى مصر، قال مسئول مصري رفيع المستوي إن القاهرة "لا تتوقع نشوب حرب جديدة في المنطقة بين سوريا وإسرائيل، لافتا إلي أن ما صدر من تصريحات عنيفة من مسئولين إسرائيليين مؤخرًا ضد دمشق لا يعني أن الحرب باتت وشيكة".
وأضاف هذه حرب نفسية وإعلامية وكل طرف يسعي للتأثير في الطرف الآخر، واستباق نتيجة المفاوضات التي يسعي الكثيرون لاستئنافها بين المفاوضين السوريين والإسرائيليين».
ووصف المسئول المصري وزير الخارجية الصهيوني أفيجدور ليبرمان بأنه "وزير غير مسئول يعتقد أن شعبيته تتزايد في الشارع الإسرائيلي بمجرد التهجم علي العرب".
وأكد المسئول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن موقف القاهرة لم يتغير من ليبرمان، وتابع: "بالنسبة لنا فهو غير موجود في الحكومة الإسرائيلية الحالية وعليه أن يعتذر أولاً بشكل علني وواضح، بعدها ننظر إذا ما كنا سنسمح له بزيارة القاهرة أم لا».
بينما اعتبر عمرو موسي، الأمين العام للجامعة العربية، أن التهديدات التي أطلقها ضد الرئيس السوري بشار الأسد من أنه «سيخسر الحرب والسلطة» إذا ما شن حربًا علي الكيان الصهيونى، لاتستحق التعليق.
وقال موسي أمس الجمعة في تصريحات صحفية مقتضبة "إن ما صدر من تهديدات إسرائيلية ضد سوريا لا تستحق التعليق"، مشيراً إلي أن وليد المعلم وزير الخارجية السوري قد رد عليها.
أبو الغيط منزعج وفى مصر، قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصرية أن تبادل التصريحات الحادة مؤخرا بشأن احتمالات للحرب في المنطقة هو "أمر يدعو إلي الانزعاج ويجب أن تتوقف".
وأوضح أبو الغيط، في تعليق له الجمعة علي تصريحات صهيونية بشأن الحرب مع سوريا، أن مصر "تعارض تصاعد النبرة الإسرائيلية الحادة ضد أي دولة عربية وتلويحاتها بالحرب، ليس فقط من ناحية المبدأ وإنما أيضا في ضوء التداعيات السلبية الكبيرة لتوتير الأجواء في المنطقة، في الوقت الذي تعمل فيه قوي إقليمية ودولية عديدة في مقدمتها مصر علي استعادة الأمل بتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة".
وطالب أبو الغيط بإبداء القدر اللازم من التعقل والابتعاد عن التلويح بالمواجهة العسكرية وتحويل الاهتمام والطاقات السياسية للعمل من أجل السلام والاستقرار.
وتأتى التهديدات الصهيونية لسوريا فى ظل ازمة عنيفة تمر بها العلاقات المصرية السورية، بسبب الموقف السورى الداعم لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحزب الله اللبنانى، فى مواجهة العدوان والصلف الصهيونيين.
غدر الصهاينة أكد نائب الأمين العام لحزب الله في لبنان الشيخ نعيم قاسم، إنه لا توجد مؤشرات لدى حزبه عن استعدادات لدى الكيان الصهيونى لشن حرب على حزب الله أو في المنطقة.
واعتبر قاسم "أنه لا توجد مؤشرات على حرب صهيونية على لبنان ولكن الدولة الصهيونية تشكل خطرا حقيقيا، ولا نستطيع أن نطمئن لها يجب أن نكون على جهوزية دائمة ولا نعلم متى تحصل المفاجآت وماذا يمكن أن يحدث دوليا وإقليميا".
وأعترف الرجل الثاني في حزب الله، بعد الأمين العام حسن نصر الله، بأن حزبه يعول على حكومة الحريري الحالية بأن تقدم هذه الحكومة بعض الإنجازات في بعض الملفات ولا سيما الملف الاقتصادي ومصالح الناس وانعكاسه على الوضع الاجتماعي.
وعلى جانب آخر، رفض قاسم مناقشة سلاح حزب الله قائلا "لا توجد مقاومة بدون سلاح فالسلاح نتيجة لوجود المقاومة والمقاومة بسبب وجود العدو".
وعن العلاقة مع سوريا، أكد الرجل الثاني في حزب الله إن سوريا "ممر طبيعي للبنان اقتصاديا وأمنيا وسياسيا، ونحن نشجع زيارة الحريري الأخيرة إلى سوريا والتي أحدثت صدمة لدى فريق 14 آذار فلا يمكن للبنان أن يعطي عمل فعال دون التعامل مع سوريا".