شهدت منطقة "أم دوم" بالعاصمة السودانية تعزيزات أمنية, في مواجهة الاحتجاجات الأهالي اليوم الجمعة للاستمرار في مناهضة بيع أراض لمستثمرين أجانب في الأثناء نفذت السلطات اعتقالات واسعة لناشطين بمطار الخرطوم. وعممت مجموعة واسعة من الناشطين خلال الأسبوع الماضي دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي بجانب رسائل على الهواتف المحمولة للتظاهر اليوم. كانت "أم دوم" شهدت الجمعة الماضية مظاهرات احتجاجية عنيفة قتل خلالها شاب في العقد الثاني من عمره، وشاركت بقوة في مظاهرات يوليو 2012 الداعية لإسقاط النظام وهي المظاهرات التي اجتاحت السودان في أعقاب موجة الربيع العربي غير أنها سرعان ما خمدت. وانضم عددًا من الناشطين إلى المظاهرات التي سميت بجمعة "الشهيد محمد عبد الباقي"، غير أن مصادر تحدثت ل"سودان تربيون" أكدت أن السلطات عمدت إلى إغلاق المدينة منذ الصباح الباكر منعاً لدخول أية محتجين من خارجها. ويدخل اعتصام أهل ضاحية "أم دوم" يومه الثامن احتجاجاً على مقتل الشاب "عبد الباقي"، للمطالبة باسترجاع أراض يقولون أن الحكومة استولت عليها وباعتها لمستثمرين خليجين. وفشلت مساعي والي الخرطوم وقيادات أهلية في إقناع الأهالي بهدنة لنزع فتيل الأزمة ونقلت لجنة الأهالي للوساطة إنها لا تثق في إجراء تحقيق عادل بشان مقتل عبد الباقي الذي دعت والدته - امرأة بسيطة بالعقد الرابع من عمرها - في حديث تم تداوله على نطاق واسع بأن لا يضيع دمه هدراً وطالبت بان يكون دم ابنها مهراً لاسترداد الحق المسلوب في إشارة للأراضي التي فجرت المظاهرات. ونشر ناشطون صورة لضابط رفيع في الشرطة على مواقع التواصل الاجتماعي متهمين الضابط الذي يعمل برتبة عقيد بقتل الشاب محمد عبد الباقي ويعتزم ناشطون الانضمام الى الاحتجاجات لإجبار السلطات على التراجع وإعادة الأراضي المسلوبة. يذكر أن طلاب بالقرب من شارع "الملك نمر" بوسط الخرطوم تظاهروا أمس الخميس على بعد 3كيلو متر من القصر الرئاسي احتجاجا على اجتياح الجبهة الثورية لمدينتي "أم روابة وابوكرشولا" بولاية شمال كردفان، مرددين هتافات تطالب بإقالة والي شمال كردفان "معتصم ميرغني زاكي الدين".