قالت مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية، إن المشاعر المعادية للإخوان المسلمين داخل مصر وخارجها باتت أمرا واضحًا جليا لا مراء فيه، غير قابل للإخفاء، وذلك نتيجة ضعف أداء حكومة الإخوان، المقترن بعدم النضج السياسي، والمشرب بالغطرسة، وهي العوامل التي عجلت بتنامي غضب الكثير من المصريين، وأثارت قلق الغرب. ورأت المجلة أن "الإخوان" لا تكترث بالعداء المتزايد ضد حكمها، فهي منشغلة بعملية الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من السلطة التي تجعلها غير مهتمة بالأقاويل المؤكدة لتراجع شعبيتها. وعلاوة على ذلك، فإن الرئيس مرسي، يميل إلى تجاهل واحتقار وتهديد المعارضة التي يعتقد أنها تحاول تقويض حكمه، فهو يعتقد أنه طالما الجماعة تدعمه، فلا داعي للقلق، فمنذ توليه السلطة لم يظهر مرسي أي فصل بين الرئاسة والجماعة، حيث إن خطاباته وسياساته لا تزال مرتبطة بأيدولوجية وقيادة الجماعة. وتساءلت "فورن بوليسي" عن سبب تجاهل الإخوان ومرسي الدائم للمعارضة، مؤكدة أن الإجابة تتلخل في كلمة واحدة، هي "التصور"، حيث يتصور الإخوان وممثلهم على مقعد الرئاسة أن المعارضة جزء من مؤامرة عالمية ضد ما يسمونه "المشروع الإسلامي"، أو كما قال محمود غزلان - المتحدث باسم الجماعة: "إن المعارضة قوة شريرة تسعى لتخريب الثورة وإقصاء الإخوان". وبعبارة أخرى، فإن قيادات الإخوان تتجه لغض الطرف عن أخطائها، وقد علقت فشلها على كتف المعارضة، أو "الأصابع الخفية" و"التدخل الخارجي" الذي يسعى لزعزعة استقرار البلاد، كما قال مرسي مرارا وتكرارا. وتعتقد المجلة الأمريكية أن ظاهرة العداء للإخوان قد تأتي بنتائج عكسية لصالح الجماعة وقيادتها المحافظة، وبمعنى أوضح فإن استمرار الاحتجاجات قد يعزز وحدة الإخوان ويرسخ قبضة قيادتها على السلطة. وأشارت إلى أنه في أعقاب الثورة استبدل قادة الإخوان قمع مبارك باتهام المعارضة بالتآمر ضد حكمهم، وهي واحدة من بين العديد من التكتيكات التي استخدمها أولئك القادة للبقاء على ولاء أعضاء الجماعة، والحفاظ على تماسكها خلال الأوقات الصعبة، فإنهم لا يزالون ينظرون إلى أنفسهم باعتبارهم "ضحايا "للمعارضة التي تحولت إلى "العدو الخارجي" الذي يحاول تقويض "المشروع الإسلامي" بغض النظر عما يعنيه هذا الأخير. وأضافت أنه من المفارقات أن المعارضة الأقوى حاليا لحكم الإخوان تأتي من السلفيين والقوى الإسلامية الأخرى، ولكن بشكل عام فإنه من خلال "شيطنة المعارضة" يمكن لقيادة الجماعة أن تضمن السيطرة على النظام. ولفتت المجلة إلى أن قادة الإخوان يحتجون باستمرار على العداء للأخونة، من أجل تجاوز الانتقادات الداخلية وتشويه الدعوات المنادية بالتغيير والإصلاح التى أثيرت بين المعارضة الشعبية، فعلى مدى العامين الماضيين، وخاصة منذ تولي السلطة قبل 10 أشهر، لم تتم محاسبة أحد من قادتها، أو لومه بسبب مسئوليته عن قرارات خاطئة، بل على النقيض أصبح أعضاء الإخوان على استعداد متزايد "للسمع والطاعة"، وليس من المستغرب أن الجناح الإصلاحي داخل التنظيم تم تهميشه بشكل ملحوظ من قبل المتشددين الذين يسيطرون على الجماعة على مدى العقد الماضي. واختتمت "فورين بوليسي" بالقول: من الواضح أن الجماعة تميل إلى تطبيق نفس الآلية في التعامل مع المعارضة، بدلا من تعزيز حوار حقيقي، والاستماع لمطالبهم، لكن الإخوان يعملون على محاولات تشويه قادة المعارضة، ومن المفارقة أنه بينما تعتمد المعارضة على الخطاب المناهض للإخوان لفضحهم، فإن الجماعة تستغل هذا الخطاب للحفاظ على السلطة والتماسك التنظيمى.