قال الباحث في شئون العالم العربي والإسلامي ونائب مدير صحيفة " لو موند ديبلوماتيك " الفرنسية "آلان جريش"،: إن الشعوب الغربية كانت تنظر إلى الربيع العربي على أنه عمل عظيم، إلا أن المسألة أصبحت مختلف بالنسبة لهم في الوقت الحاضر، حيث أنهم يرون الوضع الحالي أكثر توترا. وأشار "جريش" في حواره مع الصحيفة الفرنسية "لا فوا دو نور"، إلى أن هذه النظرة القلقة تجاه الثورات العربية تغذيها وسائل الإعلام الغربية التي تركز على نشر صور الاشتباكات بين الجماعات الإسلامية والتيارات العلمانية. وفي هذا السياق، يرى "جريش" أن وصول" الحركات الإسلامية" للحكم في مصر وتونس، أثار الخوف لدى الشعب الفرنسي، فالدين الإسلامي يواجه هجومًا عنيفا عندما يقع حادث في فرنسا من جانب أي شخص مسلم، وبذلك تحولت النظرة إلى الربيع العربي إلى قضية الأديان، ومسالة تصحيح هذه الرؤية ربما يستغرق بعض الأعوام. وأشار الباحث في شئون العالم العربي والإسلامي، إلى وجود نشوة لدى الشعوب العربية بعد رؤيتهم السهولة التي سقطت بها الأنظمة في مصر وتونس، إلا أن الشعب المصري والتونسي يعانون من خيبة أمل نتيجة خروج الأمور عما توقعوه أثناء الثورة، كوصول الإخوان المسلمين للحكم وعدم تنفيذ أو حتى الشروع في تنفيذ أي من طموحات الثورة. فيما أوضح "جريش" أن الغرب يشعر أيضا بخيبة أمل تجاه وصول "الحركات الإسلامية" للحكم، و"الحرب الأهلية" في سوريا، لافتُا إلى أن الدول العربية تحتاج إلى إعادة بناء من جديد وهذا يتطلب بعض الوقت خاصة مع صعوبة تغيير الحكومات في الوقت الحالي. وأكد الباحث في شئون العالم العربي والإسلامي، أن الجماعات الإسلامية والتيارات العلمانية موجودة الآن على الساحة السياسية في مصر وتونس، إلا أن هناك حساسية شديدة في التعاون مع بعضها البعض، مما أدى إلى استبعاد الشباب من على الساحة الحالية رغم أنهم من قاموا بالثورة.