قال الدكتور "رأفت رضوان" رئيس الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار السابق، أن الموقف التعليمي للمرأة في مصر مبشر بالخير في بعض المكونات، وغير مبشر في مكونات أخرى، مؤكداً على أهمية العلم واستشهد بأيات قرآنية وقال أن الله عندما أراد أن يميز الإنسان في مصر علمه ، وأكد على أهمية تعليم المرأة حيث أن العلم أساس الإنسانية وأبو الحقوق. وأضاف رضوان، خلال مشاركته بمؤتمر "مبادرة دعم حقوق وحريات المرأة المصرية" ، الذي عقد اليوم بالمركز القومي للبحوث الإجتماعية والجنائية، أن نسبة تعليم الفتيات في مصر في التعليم الابتدائي طبقا لأحدث الدراسات 48 % والبنيين 52 % ونسبة الفتيات في المرحلة الإعدادية 49 % والثانوي العام 54 % والتعليم الجامعي 54 % وبذلك يبدو الأمر مشرق للغاية. وأوضح أن نسبة الأمية في مصر 16.5% ، ويتمثل الإناث 10.7 مليون تقريبا بنسبة ثلثي النسبة وتحديدا في الريف بنسبة 6.8 لذا يرى أن الأمية قضية أنثوية ريفية ، وسر فشل مواجهة الأمية في مصر هو التوجه إلى المدن أكثر من الريف . وتناولت الحلقة النقاشية شرح لجهود محو الأمية في السنوات السابقة ، وذكر دكتور رضوان أن أول قانون لمحو الأمية صدر في 1944 نفذتته وزارة الشئون الإجتماعية ، وفي عام 1946 تحولت المسئولية إلى وزارة المعارف ، كما تعددت جهود مصر خلال فترة الخميسنيات والستينيات وتحققت نجاحات ملحوظة في عام 1972. وفي عام 1985 صدر قرار 87 بتشكيل المجلس الأعلى لتعليم الكبار ومحو الأمية ، وعام 1990 صدر إعلان رئيس الجمهورية بشأن تعليم الكبار وعام 2002 دعا رئيس الجمهورية لتبني مشروع قومي من خلال تشغيل الخريجين لمحو الأمية بمقابل مادي ، وعام 2005 اعتمد رئيس الوزراء مشروع لمكافحة الأمية في مصر . وقال رضوان أن أسباب فشل مشروع القضاء على الأمية في مصر تتمثل في ضعف الإرادة السياسية لحل الأزمة ونقص المعلومات والبيانات الخاصة بالأميين وفشل البرامج التي جرى تنفيذها بمعرفة المحليات ، ونقص الاعتمادات المالية التي تم تخصيصها لتنفيذ الخطة وتهميش دور المجتمع المدني ، وعدم تحديد أدوار للجهات المشاركة في تنفيذ الخطة ،وضعف المشاركة التنفيذية على المستوى اللامركزي ، والتركيز على أرقام محددة دون النظر إلى المتطلبات الإضافية التي يمكن أن تتحقق من خلالها أهداف الخطة ، وعدم تخصيص موارد مناسبة للمكون الاعلامي هذا إلى جانب ضعف مستوى المدرسين بسبب ضعف المقابل المادي والفساد الإداري ، وأكد أن هذه القضية لابد أن نتعامل معها كحقيقة واقعة . وأعطى رضوان أمثلة للتجارب الناجحة لمحو الأمية مثل استخدام الراديو " قمحاوي" وقرية بلا أمية وتم تنفيذه في 39 قرية ومحطة بلا أمية والبنت لأسرتها وتجارب المجتمع المدني مثل مصر الخير ورسالة . وقال رضوان أن الأمية أحد أهم المشاكل التنموية التي تواجهها مصر بأكملها من امتدادات وأثار سلبية على كافة أوجه الحياة ، وأضاف أن العنصر الأساسي لنجاح برنامج محو الأمية هو وجود الإرادة السياسية القوية . وطرح سؤال خلال حديثه عن مبادرة محو الأمية "هل من حقنا نحلم ، نخطط ، ننفذ ، نقيس ؟ " ، وقال أن هناك استراتيجية للمبادرة الوطنية للقضاء على أمية 5 ملايين خلال عامين ، وأوضح أن محاور العمل في المبادرة تتمثل في الإعلان عن الإرادة السياسية ، وإنشاء قاعدة للبيانات للأميين في مصر ، واستغلال طاقات المجتمع المدني واستخدام الشباب من خريجي كليات التربية وتفعيل قانون الخدمة العامة .