تعد أمراض شرايين القلب، هي السبب الأول والرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، حيث يتخطى عدد الوفيات السنوية الناتجة عنها، أي مرض آخر يسبب الوفاة، ففي عام 2008 فقط، توفى نحو 17.3 مليون شخص في العالم، بسبب أمراض شرايين القلب، وهو ما يمثل 30% من إجمالي عدد الوفيات في العالم، وكانت أمراض الشريان التاجي هي السبب الرئيسي لوفاة نحو 7.3 مليون شخص، بينما كانت جلطات القلب سببا في وفاة نحو 6.2 مليون شخص. ونظرًا لاستمرار البحث والتطور، نظمت مستشفى "وادى النيل"، اليوم- الأحد، مؤتمرًا صحفيًا تحت عنوان "ثورة طبية رابعة في علاج شرايين القلب بالدعامات لأول مرة في مصر"، بفندق جراند حياة. حيث استعرض الأطباء المشاركون فيه، طفرة جديدة لمرضى الشريان التاجي وهى دعامة "ABSORB Bioresorbable Vascular Scaffold (BVS"، ويطلق عليها الدعامة الشبح، نظرًا لصنعها من البلاستيك، والتي تذوب بمجرد تركبيها بعد ربع ساعة. ومن جانبه قال الدكتور أحمد عبد العزيز- رئيس وحدة قسطرة القلب بمستشفى وادي النيل، أن دعامة "ABSORB" أو الشبح المتطورة لعلاج انسداد وضيق الشرايين التاجية، والتي يتدفق فيها الدم للقلب، هي الجيل الرابع للقسطرة العلاجية على المستوى العالمي، والتي كانت مستشفى وادي النيل، أول من استخدمها في مصر، تطورًا جذريًا في علاج أمراض القلب. موضحًا يتضمن الإسلوب العلاجي الجديد، غرس أول دعامة دوائية حيوية قابلة للذوبان والامتصاص في الجسم، في الشريان المصاب بالضيق أو الانسداد لتوسيعه، بما يتيح للدم المحمل بالأوكسجين التدفق للقلب بصورة طبيعية، وبالرغم من أن هذه الدعامة تشبه الدعامات المعدنية في أهدافها العلاجية، إلا أن هناك اختلافًا جوهريًا بين الأسلوبين، فالدعامة المعدنية تبقى بشكل دائم في الشريان المصاب، مما يجعل الشريان محاطًا من الداخل بشبكة معدنية دائمة أشبه بالقفص، أما دعامة "ABSORB"، إنها تذوب تدريجيًا ويقوم الجسم بامتصاصها خلال فترة عامين، تاركة الشريان مفتوحًا ويعمل بصورة طبيعية، دون أن يكون للدعامة أي أثر بعد ذلك. وأضاف "عبد العزيز"، بحسب الإحصائيات الخاصة بمصر في هذا الصدد، من المتوقع أن تكون أمراض الشرايين التاجية، هي السبب الرئيسي للوفاة في الدول النامية بحلول عام 2020، وفي مصر بالتحديد، حيث تعد أمراض الشرايين التاجية، السبب الرئيسي للوفاة بين المواطنين، فطبقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية الخاصة بمصر، فإن المعدلات القياسية للوفاة طبقًا للعمر والخاصة بأمراض الشرايين التاجية هي الأعلى على الإطلاق، حيث تبلغ 303 حالة وفاة لكل 100.000 نسمة، وإذا ما قارنّا ذلك مع المعدلات القياسية الإجمالية للوفاة طبقا للعمر في مصر وهي 805 حالة لكل 100.000 نسمة، نجد أن أمراض الشرايين التاجية تتسبب في حوالي 40% من إجمالي حالات الوفاة على المستوى المحلي, إن التفسير الوحيد لهذه الأرقام الخطيرة هو الانتشار الواسع للعوامل المسببة لأمراض الشرايين التاجية في مصر مثل ضغط الدم، السكر، السمنة وارتفاع مستوى الكولسترول". وقال الدكتور حازم خميس- رئيس قسم القلب بمستشفى وادي النيل، عن التقنية الجديدة: "تعتبر الدعامة الجديدة بحق خطوة إيجابية كبيرة في مستقبل علاج أمراض الشرايين التاجية، والتي استخدمت في 20 عملية قسطرة بمستشفى وادي النيل، وبعد متابعة الحالات بصورة دقيقة، تؤكد النتائج التي رصدناها أن مستقبل هذه الدعامة مُبشر للغاية. ورغم ندرة البيانات والمعلومات الموثقة عن أمراض الشرايين التاجية، ومعدلات حدوث وانتشار أمراض شرايين القلب في الدول النامية، إلا أن هذه الدعامة ستمثل أملًا جديدا لملايين البشر". أخبار مصر- البديل