اعتبرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وخاصةً محاولات وزير الخارجية "جون كيرى" بالضغط على الرئيس الفلسطينى "محمود عباس" لإبقاء الدكتور "سلام فياض" فى منصبه، بأنها أحد الأسباب التى عجلت ب "إقصاء رجل الاقتصاد". ويرى الصحفى الإسرائيلى "ايلى افيدار" فى محاولة "كيرى" مساعدة "فياض" بأنها دليل آخر على مكانة الأخير وسياسته المستقلة، ما عجل بإقصائه عن الساحة الفلسطينية، وقال: "لم يعجب أحد حين قرر أبو مازن قبول استقالته رغم الضغط الأمريكى الشديد، أبو مازن لم يستطع أبداً أن يكون الرجل الثانى فى أهميته بالنسبة للأمريكيين، وكلما ارتفع نجم فياض أصبح رئيس السلطة ذات صلة أقل، وهذا ما أغضب أبو مازن ورجاله". ويشير "افيدال"، إلى قبول فياض لاستقالة وزير المالية د. نبيل قسيس، الذى يقول إنه من المقربين من الرئيس عباس، وأن فياض قبل استقالته بناءً على رأيه الخاص ودون أن ينتظر المصادقة من أبو مازن، وأنها أحد الأسباب التى عجلت "بإقصائه". ويضيف الكاتب الإسرائيلى "على المستوى الأعمق يبدو أن فياض ببساطة لم يكن يستطيع مواجهة فتح لوحده، فهى توجهت نحو الغضب الجماهيرى فى ضوء الأزمة الاقتصادية، ولقد حسم النزاع مع الرئيس محمود عباس حول مصير رئيس الوزراء، لكن العنوان كان على الحائط منذ عدة سنوات وأنه لن يتعجب أحد إزاء قبول استقالة فياض". ويكمل "افيدال" قائلًا "سلام فياض، الذى يحمل لقبًا فى الاقتصاد من جامعة أوستن، شكل خصمًا من نوع جديد لإسرائيل، فهو خريج صندوق النقد الدولى الذى تمتع بثقة كبيرة فى الغرب، وجلب إلى السلطة أساليب إدارية حديثة وفصل الاقتصاد عن منظومة الضغوط السياسية، وإلى جانب قيادته لحملات مقاطعة البضائع الإسرائيلية، أدخل فياض الاستقرار إلى السلطة، ووفر نموًا لأبناء شعبه، ورفع مستوى المعيشة بعد الدمار الذى خلفته الانتفاضة الثانية، وحسن الخدمة للمواطنين بشكل واضح، فياض ليس مذنبًا فى الانهيار الذى وصل إليه اقتصاد السلطة، ويمكن الافتراض أنه بدونه كان يمكن لهذا الانهيار أن يستمر لسنوات". ويواصل الكاتب الإسرائيلى "على مدى الفترة التى قضاها فى ديوان رئيس الوزراء، عانى فياض من انعدام الكاريزما أو قاعدة التأييد الجدية فى الشارع، فالمزاج الأوروبى جعل من الصعب عليه الاتصال بالجماهير، وتحولت نجاحاته إلى موضع مزاح"، مشيرًا إلى أنه كان يعتقد بأنه كان يستحق الاعتراف بالجميل كونه لم يسمح للاقتصاد الفلسطينى بالانهيار.أخبار-البديل-عربى