القدس - خاص ل"مصر الجديدة" - في حين تتباين التقارير حول قضية استقالة رئيس الحكومة الفلسطيني، الدكتور سلام فياض، من منصبه يوم أمس الاربعاء، وبينما تشير مصادر أجنبية وفلسطينية إلى أن فياض قد قدم استقالته وهو ينتظر عودة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لينظر فيها، وأخرى تزعم بأن فياض لم يقدم استقالته بعد، يبدو أن ثمة حقيقة واضحة وبارزة، وهي أن علاقات الزعيمين الفلسطينيين تمر بأوقات عصيبة، وتقترب من نقطة الانفجار. واحتدم الخلاف بين عباس وفياض، حسب الإعلام الفلسطيني، في أعقاب استقالة وزير المالية الفلسطيني، نبيل قسيس، حين قبِل فياض استقالته من دون موافقة رئيس السلطة الفلسطينية. وأشار مطلعون في إسرائيل إلى أن الخلاف، رغم أنه يبدو خلافا على الصلاحيات بين الرجلين، له خلفية أعمق، وأساسه الوضع الاقتصادي المتردي وقضية الموارد في السلطة الفلسطينية، لا سيما الموارد المالية. ويقول هؤلاء إن التوتر بين فياض، رجل اقتصاد معروف دوليا ومسؤول في السباق في صندوق النقد الدولي، وبين حركة أبو مازن وحركة فتح، يسود منذ دعمت الدول المانحة، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، تعيين فياض منصب رئيس الوزراء، واشترطت تحويل المساعدات المالية للسلطة بذلك، لأن فياض في نظرها رجل اقتصاد نزيه ومستقل، غير تابع لحركة فتح أو حماس، وأولوياته كانت إعفاء الاقتصاد الفلسطيني، وبداية مكافحة الفساد في مؤسسات السلطة. وتقبلت حركة فتح تعيين فياض حينها بفتور شديد، ويعود الأمر إلى فقدان السيطرة على ملايين الدولارات التي كانت تصل إلى السلطة، وتوزع على المقربين لها، من دون حسيب أو رقيب. ولكن فياض لا يعاني فقط من عداء داخل حركة فتح، واتهاماتها له بأنه سبب الأزمة الاقتصادية الحرجة في السلطة، إنما حركة حماس أيضا لا تقبل شخصية فياض، بسبب مواقفه المعتدلة من النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. وتطالب حماس بتبديل فياض من أجل إفساح المجال لتطبيق المصالحة الوطنية وإقامة حكومة موحدة. ويقول محللون في إسرائيل إن زيارات جون كيري في المنطقة، ولقاءاته الأخيرة مع رئيس السلطة الفلسطينية، عززت من مكانة "أبو مازن" في السلطة، وربما زادت من ثقته اتخاذ خطوات مثل التخلص من فياض. ويشير هؤلاء إلى أن التمويل الأمريكي للسلطة الفلسطينية يصل من الكونغرس الأمريكي، وليس من الخارجية الأمريكية أو البيت الأبيض، وأن فياض يحظى على تأييد كبير في الكونغرس، وقد يراجع الكونغرس العون المالي المخصص للسلطة الفلسطينية، في حال وصل إلى أياد فتحاوية غير فياض. وذكر متابعون للشأن الفلسطيني في إسرائيل، أن "الكيمياء" بين فياض وأبو مازن ليست جيدة، وذكروا أن مقربين من أبو مازن سربوا للإعلام خبر تلقي فياض العلاج في المستشفى إثر وعكة صحية، وأسرع مقربو فياض في التوضيح أن العلاج يتعلق بعوارض طفيفة، لكن أبو مازن وصل لزيارة فياض مصطحبا الإعلام، رغم رغبة فياض عدم توسيع الخبر. وفي سياق متصل بالشأن الفلسطيني، أظهر استطلاع رأي عممه "مركز القدس للإعلام والاتصال" هذا الأسبوع، تراجعا في دعم الرأي العام الفلسطيني لحركة حماس المسيطرة على قطاع غزة، بعد أن أظهر استطلاع سابق للمركز عينه دعما كبيرا للحركة الإسلامية. وجاء في الاستطلاع أنه في حال إجراء انتخابات في مناطق السلطة الفلسطينية، فسيصوت 42.6 في المئة من الفلسطينيين لحركة فتح بقيادة محمود عباس، بينما ستحظى حركة حماس على 20.6 في المئة من الأصوات.