سيناء هي أحد البقاع الساخنة على الخريطة المصرية، ومن أهم المناطق التي تتحكم في الأمن القومي المصري، فما تلبث أن تهدأ حتى يحدث شيئا يشعلها مرة أخرى، وآخر ما وُجه لسيناء من اتهامات، هو ما نشرته إسرائيل بشأن سقوط صواريخ على "إيلات " ولكنها لا تعلم إن كان مصدرها هو غزة أم سيناء، و"البديل" رصدت حقيقة ذلك من الخبراء العسكريون لكشف الحالة الأمنية على حدود مصر. قال الدكتور نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع الأسبق، أن رأس خليج العقبة تشارك فيها ثلاث دول، وهم الأردن وإسرائيل ومصر، فالمسافة بينهم ضيقة جدًا على رأس الخليج، لذلك فمن الصعب تحديد أى من هذه الدول أطلقت تلك الصواريخ. وأضاف فؤاد قائلًا: "إسرائيل أول ما توقعت أن تكون تلك الصورايخ ضربت من مصر، لأنها تريد إثارة الفتن في المنطقه، لكن ما أصدرته إسرائيل غير صحيح، لأن تحديد الدولة التي اطلقت منها لا يتم بهذة السرعة التي قدرتها إسرائيل، كما أن هناك معدات تستطيع تحديد المسافة التي أطلقت منها، وتستطيع تحديد كل شئ يخص تلك الصواريخ"؟ وأشار أن موقف مصر في التحفظ على الأمر لحين دراسته هو موقف جيد؛ لأن مصر لا تستطيع التسرع، إذا كانت أطلقت منها أم لا، فاللجنه الفنيه التي شكلتها مصر هي التي ستحدد وتتعرف من أي جهة أطلقت، ومن بعده يتم بحث الأمور الأخرى. وطالب فؤاد المسئوليين المصريين والإعلام المصري بألا يتعجلوا بتوجيه النقد إلى الإسرائيليين، أو إلى أى دولة من الدول العربية ،إلا بعد تقرير اللجنة الفنية؛ لأن هذا ممكن أن يكون فخ كبير لمصر. ومن جانبه أوضح اللواء أركان حرب محمد علي بلال، نائب رئيس أركان القوات المسلحة المصرية سابقًا، وقائد القوات المصرية في حرب عاصفة الصحراء، إن الصواريخ التي سقطت على إسرائيل سقطت بالفعل من مصر، فهذا شئ لا شك فيه، فتلك الصواريخ التي اطلقت هي صواريخ قصيرة المدى من 8 إلى 20 كيلو فقط، وتلك أطلقت من جنوبسيناء وبخاصة من المغارات الموجودة هناك. وأضاف أن الجهات المصرية لن تتحمل مسئولية تلك الأفعال؛ لأن من قام بها هي جماعات إرهابية، فهي صواريخ محمولة على الظهر من الممكن أن يقوم بها اثنين أو ثلاثه من الأفراد الإرهابين. مؤكدًا أن التحقيقات التي تجريها مصر الآن للتتوصل إلى الجانى الحقيقي، فتلك جريمة دولية ليست فقط في حقنا كشعب مصري، لكن في حق الوطن العربي بأكمله، قائلًا: "يجب على الجهات المنوط بها حماية سيناء، أن تتحرى الدقة في كل فرد يعبر تلك المغارات القريبة من إيلات". كما أكد أن تأخر مصر في الرد هو موقف مخزي، مع الوضع في الاعتبار أن مصر تأخرت لحين التبين من التحقيقات، ومعرفة الجاني الحقيقي. وفي السياق ذاته، قال اللواء حسن الزيات الخبير العسكري، أن ما أعلنته إسرائيل هو مجرد إقرار واقع حدث فعلًا، وأنه تم إطلاق صواريخ عليها، ولكنها لديها شكوك إذا كان مصدرها هو سيناء أو غزة، فإن كان من أطلق تلك القذائف ينتمون للجانب الفلسطيني، ستعمل إسرائيل على الفور بمعاقبة غزة، أما لو أثبتت أن المصدر هو سيناء سيكون هناك شكلًا آخر، وهو مفاوضات مع الجانب المصري، وحل الأزمة بطريقة ودية، أو طلب إدانة دولية ضد مصر، كرد اعتبار لها . وأضاف الزيات أن الموقف العام في سيناء غير مستقر من الناحية الأمنية، على الرغم من أنها منطقة حدودية هامة جدًا، ولا يمكن إغفالها من قبل الجانب المصري، وكل ما يحدث هناك يشير على عدم القدرة على فرض السيطرة بشكل كامل، ولابد أن تحدد الرئاسة موقفها، وتكون هي أول من يعلم إذا كانت سيناء هي مصدر هذه الصواريخ بالفعل أم لا.