نشرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية تقريرا بعنوان "معركة خلافة البشير تستعر"، تقول فيه أنه منذ إعلان الرئيس عمر حسن البشير نيته عدم الترشح منذ أكثر من شهر، زادت وتيرة الصراع المكتوم بين أقطاب الحزب حزب المؤتمر الوطني، الحاكم في السودان، للمنافسة على الكرسي الشاغر. وذكرت الصحيفة، في التقرير الذي أعده الكاتب جعفر السر، أن صراعا طفا على السطح أخيراً في أعقاب قرار إقالة القيادي غازي صلاح الدين العتباني، من رئاسة كتلة الحزب في البرلمان، مما أوحى بأن حرب تحديد خليفة البشير أصبحت علنية بين تيارات الحزب، وأن حرب المصالح بدأت تشتعل، ولا سيما مع اقتراب انعقاد المؤتمر العام للحزب، الذي سيكشف فيه عن اسم مرشحه لخوض انتخابات الرئاسة. ونقلت الصحيفة عن قيادي إسلامي مقرب من الحزب الحاكم قوله أنه "يتضح جيداً أن الوعي السياسي لدى الممسكين بمفاصل حزب المؤتمر الوطني منخفض، بدليل عدم تقبلهم لنقد العتباني في مسألة عدم دستورية ترشح الرئيس البشير". وأشار تقرير الصحيفة اللبنانية إلى أن عدد من الخبراء والمحللين السياسيين يجمعوا على أن رئيس كتلة الحزب الحاكم ظل طوال مسيرته السياسية داخل الحزب صاحب صوت جهور في انتقاد ما يراه خطأً في التنظيم، غير مبالٍ بالنتائج، بل عُرف عنه تجاوز مؤسسات الحزب في التعبير عن آرائه الناقدة. لكن كثيرين يرون أن القشة التي قصمت ظهر العتباني، ورمت به بعيداً عن مؤسسات الحزب، هو تصريحه الأخير حول عدم دستورية ترشيح الرئيس البشير لدورة جديدة، أي إن البشير وفقاً للدستور لا يحق له الترشح في الانتخابات المقبلة وليس لعدم رغبته في الترشح. وهي النقطة التي وجد فيها التيار الأقوى داخل الحزب، بقيادة مساعد الرئيس نافع علي نافع، ضالته في الإيعاز بإقصاء أحد أبرز منافسيه. ووفقا لتقرير "الأخبار" اللبنانية، يذهب متابعون إلى أن نافع يسير بخطى حثيثة نحو تحقيق هدفه بقيادة سودان ما بعد البشير، بل يسود اعتقاد واسع وسط قطاع عريض من المتابعين للشأن السياسي الداخلي بأن إطاحة مدير جهاز الأمن والاستخبارات السابق، صلاح قوش، كانت من صنيع نافع. فمعروف عن قوش سطوته وإمساكه بالعديد من الملفات، وتجمعه كذلك علاقة إستراتيجية مع الإدارة الأميركية التي أشارت في وقت سابق إلى عدم نجاح أي محاولة لإطاحة نظام البشير إلا في حالة واحدة هي أن يكون الانقلاب بقيادة قوش. وفي الوقت ذاته، أوضحت الصحيفة أن نافع الذي يمسك بيده بمعظم خيوط اللعبة السياسية في البلاد، ويدير عدداً من الملفات المهمة، لا يقف نظره عند أولئك الذين أبعدهم عن طريق طموحه، بل يسعى بكل جهده إلى قطع الطريق على النائب الأول علي عثمان محمد طه، الذي ترتفع أسهمه لخلافة البشير.