صعب أن نفهم سلوكيات أفراد جماعة الإخوان المسلمين، بمعزل عن نظريات عالم النفس الأشهر، سيجموند فرويد، وصعب أن لا نربط بين ما يندلق من أفواههم، من زلات لسان كاشفة فاضحة، وبين ما في سرائرهم من هوس حسي بالأنثى. صحيح أن نظريات فرويد، خضعت لمراجعات كثيرة، أدت إلى تهذيب ما فيها من شطط، لكن حين يتعلق الأمر بجماعة الإخوان، فلا مبرر للتهذيب، ولا حاجة للمراجعة والتشذيب، فأبناء الجماعة بدائيون إلى أقصى درجات البدائية، والظاهر أن الهوس بالجنس يتملك نفوسهم، وأن الرغبات الحيوانية، تعوي عواءً موجعًا تحت عروقهم. يرى فرويد أن الشخصية تتألف من ثلاثة عناصر، كل عنصر أسمى من سابقه، أو أعلى درجة، وهي: الهو ثم الأنا فالأنا العليا.. والهو كعنصر من مكونات الشخصية، تعني النفس الشهوانية، وهي ما يعنينا، بالنسبة للإخوان، فحسب عالم النفس النمساوي الكبير، إن الهو مكون يحتوي على غرائزنا، التي تطلب الإشباع من وقت لآخر، وعلى رأس الغرائز تأتي الغريزة الجنسية، ويؤدي كبحها -والكلام مايزال لفرويد- بالضرورة إلى ضغوط قاسية، تدمي النفس، أو بالأحرى تصيبها بالاعتلالات. وتظهر الاعتلالات التي تصيب النفس، في زلات اللسان، التي ترجع إلى خلل إجرائي، تفصح النفس عبره، عن رغبات دفينة تسكن منطقة اللاوعي، أو بعبارة أخرى، إن زلات اللسان، ما هي إلا فكرة مكبوتة تخرج من العتمة، إلى النور عبر خطأ لغوي، غير متعمد تحقيقًا، لكنه ذو دلالات لا يمكن إغفالها. على هذا الأساس، فإن الراجح أن ثمة كبتًا جنسيًا مؤلمًا يعاني منه قياديو الجماعة، ويرزح مسئولو حكومتنا الميامين، تحت سياطه اللاهبة، وهو أمر تفضحه زلات لسان كبيرهم الرئيس، الذي لا يكف عن حديث الحارة المزنوقة، والأصابع العابثة، وما إلى ذلك من عبارات، توحي بما توحي، وتدفع المرؤ إلى أن يستلقي على قفاه ضاحكًا، من فرط الدهشة، أو ضاحكًا حتى يمنع نفسه من البكاء حسرة، على ما آلت إليه مصر، وهي تاج العلاء في مفرق الشرق، يوم نطت الغوغائية على ثورتها، وحكمتها قطعان البرابرة، في غفلة زمان، وذات سقطة من سقطات التاريخ. ولا يقتصر الأمر على الرئيس، فهناك أيضًا، رئيس حكومة ليس مهتمًا بأزمات انقطاع الكهرباء، ولا نقص الطاقة، ولا علاج آفة الغلاء، ولا نزيف الاستثمارات، وهروب المستثمرين، بقدر ما يهتم بالرضاعة، ونظافة ثدي المرأة، ولا يرى حرجًا في أن يسهب في هكذا حديث، لا يليق برجل ذي منصب كمنصبه، ما يحيلنا مجددًا إلى فرويد ومقولته، بأن الطفل يلقم ثدي أمه لإشباع غريزة جنسية، وكذا كلامه عن عقدة أوديب، الذي يذهب فيه إلى أن الطفل ما بين الثالثة والسادسة، يشعر بشئ من الكراهية تجاه أبيه، لأنه يريد الاستحواذ على أمه كليًا، ولأن الأب يزاحمه في «أنثاه» وينافسه على القرب منها. على أن الرئيس ورئيس حكومته، ليسا الأكثر اعتلالاً، بفعل الرغبات المكبوتة، فوزير الإعلام صلاح عبد المقصود، الذي يعدو عمره إلى الستين مسرعًا، ويحرص على صبغ شعره بالأسود الفاحم، يعاني فيما يبدو من فورة غليان.. فالرجل بعد عبارته الفاضحة الصادمة، قبل بضعة أشهر، للإعلامية السورية، زينة اليازجي: أرجو ألا تكون أسئلتك ساخنة مثلك، عاد «ليتواقح ويتقابح ويتساخف» على صحافية شابة، طلبت منه جوابًا عن سؤال حول حرية الصحافة، فقال: تعالي إليّ لأعرفك أين هي الحرية؟ تكرار زلة اللسان تكشف بأن الوزير، في جحيم يتلظى، ولهيب يضرم شرايينه، وأنه في حال تعب مقيم، وألم عظيم، فالرغبة البيولوجية الفطرية، تجلد أعصابه، وال «الهو الشهوانية» تحرمه هدأة الكرى، الأمر الذي يجعل بقاءه وزيرًا خطرًا كبيرًا، على سلامته النفسية أولاً، كونه يتعامل بحكم طبيعة المنصب، مع عدد كبير من الإعلاميات يوميًا، ومنهن فاتنات جميلات، لهن عيون في طرفها حور، يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به، وهن أضعف خلق الله أركانا، كما يقول شاعرنا الأموي الكبير جرير. إن مصلحة الوزير، تقتضي سرعة إقالته، لأن تركه في منصبه، تعذيب قد لا يطيق معه صبرا، وعسى أن ترحم الإقالة الرجل، من شرور «الهو» التي تزداد وطأةً كلما التقى بزميلات العمل الحسناوات، لأن الكبت المتواصل سيشكل بالضرورة ضغوطًا على أعصابه المتحفزة، ما قد يعرضه للإصابة بحالة فقدان سيطرة على انفعالاته، ولربما تسوقه هكذا حالة، لأن يتصرف كالصبيان المراهقين، فيتحرش في لحظة جموح لا سيطرة له عليها، بذات قد مياس، أو أن يطارد صاحبة ناهدين متمردين، أو أن يسعى لقطف شفتين ناضجتين، وعندئذ ستكون الطامة كبرى، والكارثة أوسع من أن يتم احتواؤها. حفاظًا على سمعة مصر، لابد من إقالة هذا الوزير، إن كان يستطيع الباءة، أو أن يلجأ إلى الصوم، وليته يفعل فيصوم عن الطعام، وعن الكلام إلى الإعلام أيضًا، لأنه كلما تكلم افتعل فضيحة.