قال الناقد السينمائي صلاح سرميني - مستشار مهرجان الخليج السينمائي ل "البديل" - إن بعض مخرجي الخليج كان لديهم تخوف عند إضافة قسم للمسابقة الدولية ضمن برنامج مهرجان الخليج السينمائي. وأضاف: "بدأت المسابقة الدولية بالتوازي مع عروض أخرى خارج المسابقة في برنامج بعنوان تقاطعات، في البداية كان الهدف الاساسي للمهرجان هو الاهتمام بالسينما الإقليمية أي الخليجية، بالإضافة إلى إنتاج العراق واليمن، لكن بعد مرور ثلاث دورات اقترحت على مسعود امر الله مدير المهرجان فكرة إقامة مسابقة دولية وتم دراستها لفترة طويلة، من خلال حضوري للمهرجانات الدولية الكبري للأفلام القصيرة مثل مهرجان كليرمون فيران بفرنسا لاحظت أن معظم مهرجانات الأفلام القصيرة بدأت بعروض محلية ثم إقامة مسابقة محلية ثم إقامة مسابقة دولية، لذا اقترحت تدشين مسابقة دولية موازية للمسابقة الخليجية لمد جسور التواصل بين السينما الاقليمية والعالمية من خلال الأفلام التي يتم اختيارها خارج المسابقة وداخلها، ومن خلال الضيوف الأجانب وورش العمل التي تقام بين المخرجين علي هامش العروض. لكن كان في بداية الدورة الاولي هناك نوع من الحظر من جانب السينمائيين الخليجيين بسبب تخوفهم من أن تطغى المسابقة الدولية على الخليجية، بالإضافة إلى تخوفهم من مستوى الأفلام العالمية لأنها قادمة من بلدان لها تاريخ في الإنتاج السينمائي، وكانوا في البداية حذرين اكثر من السينما العراقية لأن لها تاريخًا كبيرًا وهي التي حصدت معظم جوائز الدورات السابقة، كان المخرجون الخليجيون يعتقدون ان الافلام العالمية هي التي سيسلط عليها الأضواء، لكن الفكرة التي أطلقناها من البداية ان المسابقتين منفصلتين تماما كل منهما له ميزانيته الخاصة، وله جوائزه وضيوفه والأضواء كلها مركزة علي السينما الخليجية وصناعها، وبعد الدورة الأولي للمسابقة الدولية حصل عدد من المخرجين من بلدان عربية علي جوائز وبدأ صدي المسابقة يصل الي كل انحاء العالم واختفي هذا التخوف من طرف السينمائيين الخليجيين، لأنهم شعروا بأن الاهتمام يصب ناحيتهم، ثم بدأوا متابعة هذه الافلام في الدورتين الماضيتين، وأصبحوا شغوفين بمتابعة افكار آخرين تفتح لهم أفقا جديدا للإبداع. وحول صناعة الفيلم الخليجي اوضح سرميني أن الفيلم الخليجي خرج من إطار المحلية إلى العروض العالمية من خلال مشاركة مخرجيه في مهرجانات دولية، بالإضافة إلى أن مهرجان الخليج أقام عروضًا للأفلام الخليجية بالتعاون مع عدد من المهرجانات الأوروبية والعربية مثل مهرجان كليرمون فران في فرنسا، وأقيم أيضا أيام مهرجان الخليج في المغرب والأردن وغزة وغيرها، مشيرًا إلى أنهم بصدد محاولة لإقامة ايام للسينما الخليجية في القاهرة الفترة القادمة. وأكد أن الفيلم الخليجي بدأ يطور نفسه سواء من ناحية الجرأة في اختيار الموضوعات وعرض بعض الأفكار التي تعدت الخطوط الحمراء سواء سياسيا أو اجتماعيا او على مستوى لغة الصورة وتكريس التكنولوجيا في توصيل رسالة المخرج، ويمكن التأكيد أن تطور الفيلم الخليجي لم يحدث فقط في لغة الصورة أو تنوع الموضوعات المطروحة ولكن في ظهور جيل جديد من المخرجين والمخرجات الذي يسعي لإنتاج افلام، سواء كان دارسًا للسينما او يهوي صناعة الأفلام أو أنه ما زال طالبا، وقد بدأوا ايضا في تكوين كيانات انتاجية فيما بينهم، والملاحظ في مسابقة كل عام هو ارتفاع عدد المخرجات المشاركات في كل الاقسام، فهذا العام تشارك المخرجة السعودية هيفاء المنصور بفيلمها الروائي الطويل الأول وجدة وهي تعد اول مخرجة سعودية تصنع فيلم يصور بالكامل في السعودية. أخبار مصر – البديل