دعت السلطات السعودية رجال دين شيعة للاستجواب، واعتقل 16 شخصًا بتهمة التجسس لحساب إيران، صحيفة فاينانشيال تايمز علقت على تلك الحملة السعودية، ورأت أنها تهدد بمزيد من التوتر بين زعماء الأقلية الدينية والحكومة السعودية قائلة "إن إلقاء القبض على هؤلاء أثار موجة من الخطاب المعادي للشيعة في وسائل الإعلام الرسمية، ورأى البعض أن هذه الاعتقالات بتهمة التجسس صممت لصرف انتباه الناس عن الإصلاح الذي يتوقون إليه". ويقول نشطاء سعوديون: إن وزارة الداخلية استدعت عشرات من رجال دين ومثقفين من مدينتي الإحساء والقطيف للتحقيق معهم، ويضيف أحد الناشطين في شرق السعودية أن تلك الاستدعاءات خلقت جوًّا من الخوف، حتى ولو كان هناك 16 شخصًا "جواسيس"، لا ينبغي تحميل الاتهام إلى الفئة التي ينتمي إليها. ومن ضمن هؤلاء المعتقلين الشيخ حسن الصفار، وهو رجل دين مؤثر قاد حركة سياسية في المنفى قبل أن يعود إلى السعودية في التسعينات بعد مصالحة مع ملك السعودية السابق فهد، وقد دعا الصفار لمقابلة الأميرة محمد بن نايف في الرياض بعد أن ألقى خطبة اتهم فيها الحكومة باللعب على الوتر الطائفي لإشغال الشعب عن مطالب الإصلاح. وبقي قيد الانتظار طوال أسبوع حتى يقابل الوزير، واحتشد في نهاية الأسبوع الماضي المئات في القطيف، ونددوا ما وصفوه بالطريقة "المهينة" التي عومل بها الشيخ. وتقول الصحيفة: إن خطبة الشيخ كانت مهمة، ليس لأنها أثارت الشكوك حول حلقة التجسس، ولكن لأنه دعا فيها الحكومة لحماية حقوق جميع السعوديين في محاكمات عادلة وتوزيع أكثر عدلًا للدولة الغنية بالنفط. واقتبست كلمات من خطبته، يقول الشيخ الصفار أن العديد من الحكومات تستخدم قضايا مثل الكشف عن شبكة تجسس لصرف انتباه الشعب بعيدًا عن الأولويات وإشعال الانقسام الطائفي حتى لا يتوحدوا ويضغطوا من أجل الإصلاح". ويقول الشيخ في خطبته أيضًا "الأيام التي كان يسكت فيها الناس قد ولت، ولن يقبلوا أن يبقوا في الظلام أكثر من ذلك مع عدم وجود المشاركة في صنع القرار، أو التمثيل الحقيقي ومحاربة الفساد، أو احتجاز السجناء دون محاكمة". وأشارت الصحيفة إلى محتجين رفعوا صور الشيخ الصفار لدعمه ومعه صور حقوقيين سنة مثل محمد فهد القحطاني وعبدالله الحامد الذين سجنوا مؤخرًا ملمحة إلى تنوع المعارضة في انتماءاتهم، وتوحدهم خلف مطالب الإصلاح.