قالت المخرجة هالة لطفي إنها اختارت عنوان أول أفلامها "الخروج للنهار"، مستلهمة كتاب الموتي الفرعوني، لتمنح فيلمها طاقة أمل مستمدة من تراثنا الفرعوني عن حياة جديدة بعد الموت، وفي الندوة التي أعقبت عرض فيلمها في افتتاح مهرجان لقاء الصورة التاسع مساء أمس الأحد بالمركز الثقافي الفرنسي بالمنيرة بحضور فريق عمل الفيلم. وأضافت أنه حتى كتابة الجزء الأول من الفيلم سيطرت عليّ حالة تشاؤم ويأس كامل، وظل النص لثلاث سنوات يحمل اسم "الجلطة"، وكان هاجس الموت يسيطر على كل ما حولنا، وبعد ثورة يناير كان لدينا بعض الأمل في القادم، ورغبة في أن نقول إن الموت ليس بهذه القسوة. يستعرض الفيلم يوم واحد من حياة أسرة تتكون من أب (أحمد لطفي) مصاب بسكتة دماغية أعجزته عن الحركة، وابنة (دنيا ماهر) في الثلاثين، وزوجة (سلمى النجار) ممرضة تعتنيان بالأب، وتتمحور تفاصيل حياتهما حول العناية بالأب، وبسبب عمل الأم تكاد الابنة تكون معزولة عن العالم متفرغة لرعايته، وحين تقرر الخروج يعزلها أكثر اغترابها عن هذا العالم فتنهي قصة حب مبتورة تبدو منتهية قبل بدايتها، وتقابل فتاة تعاني اضطرابًا نفسيًّا، لعبت دورها ببراعة دعاء عريقات في مشهدها الوحيد بالفيلم، تحكي لها عن جن يتلبسها وتسأل عن سبب عدم حجابها وتأخذ نقودها القليلة، كما تواجه الخوف من الناس حين تركب مع سائق ميكروباص يغير مساره، وتقضي ليلتها في الشارع حتى تعود للبيت في الصباح مع دورة يوم جديد لتسأل امها عن المكان الذي سيدفن فيه والدها في عودة إلي هاجس الفيلم الأساسي الذي تدعمه كل التفاصيل من ألوان الفيلم حتى اختيار طريق السيدة عائشة والمقابر التي تتأملها بطلتنا من الميكروباص في طريق عودتها إلى بيتها. يخوض جميع أعضاء فريق العمل تجربتهم الأولى في فيلم روائي طويل فيما عدا مدير التصوير محمود لطفي، قامت بمونتاجه هبه عثمان، بلغت ميزانيته 250 ألف دولار تمويل ذاتي، ومساهمات من فريق العمل وأصدقاء دعموا المشروع، استغرق العمل به خمس سنوات منذ بدأت هالة في كتابته، وقالت إن أصعب مرحلة من العمل كانت تجميع فريق مخلص ومؤمن بمشروع الفيلم، وكان شريط الصوت الذي أنجزه عبد الرحمن محمود كان من أكثر عناصر الفيلم تميزًا، التزم بأصوات الحياة اليومية دون موسيقى. فاز الفيلم بالعديد من الجوائز وللمخرجة قبله فيلمين تسجيليين طويلين "عن الشعور بالبرودة" و"عرب أمريكا اللاتينية ".