لم يسجل ويخلد يوم الأرض الذي نحتفل بذكراه السابعة والثلاثين اليوم في كتب وذاكرة التاريخ فحسب، بل إن أحداثه داعبت أوراق الكثير من الأدباء والشعراء الفلسطينيين والعرب ، الذين جسدوا في نصوصهم الأدبية معاناة وصمود الشعب الفلسطيني من أجل التشبث بتراب الوطن. في قصيدته الشهيرة " الأرض" يحكي شاعر فلسطين " محمود درويش" عن الشهيدة " خديجة الشواهنة" تلك الفتاة التي استشهدت يوم 30 مارس 1976 وهو اليوم الذي عرف " بيوم الأرض" ، خرجت خديجة مع الجماهير العربية لتندد وتستنكر قرار الحكومة الإسرائيلية الصادر يوم 11 مارس 1976 والذي يقضي بمصادرة قرابة مائة ألف دونم من الأراضي العربية في الجليل ، وفجأة فقدت أخيها الصغير وظلت تبحث عنه حتي عثرت عليه ، ولكن فرحة خديجة بالعثور علي أخيها لم تدم طويلا ، حيث سقطت شهيدة بعد أن أطلقت قوات الكيان الصهيوني النيران عليها ، مشهد استشهاد خديجة داعب أوراق درويش حيث ظل يحاورها في قصيدته " الأرض " وكتب يقول: أنا الأرض والأرض أنت خديجة لاتغلقي الباب لا تدخلي في الغياب سنطردهم من اناء الزهور وحبل الغسيل سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل سنطردهم من هواء الجليل وحين أراد الشاعر " سميح القاسم" أن يكتب عن يوم الأرض ذهب ليجلس تحت شجرة في عرابة وهي إحدي القري الفلسطينية التي اندلعت فيها المظاهرات يوم 30 مارس وسقط فيها أول الشهداء " خير محمد سليم ياسين" وكتب القاسم يقول : يا أمنا الأرض أبشري واستبشري مازال يحرس عرضك الأبناء لك إن عطشت من العروق موارد وإذا عريت من الجسوم كساء عربية كانت وتبقي أرضنا عربية وليصخب السفهاء وفي قصيدة الشاعر " توفيق زياد" يتصاعد الخطاب المقاوم والمناهض للكيان الصهيوني حيث يؤكد علي استحالة محو الهوية العربية الفلسطينية ، ويقول في قصيدته : كأننا عشرون مستحيل في اللد والرملة والجليل هنا...... علي صدوركم باقون كالجدار وفي عيونكم زوبعة من نار ويودع الشاعر " نزيه حسون" في قصيدتة عن يوم الأرض الأحزان ويطلب من وطنه فلسطين أن يقف شامخا رغم القهر وفي الوقت نفسه لم ينس القضية الأساسية وهي تحرير الأرض كما تأثر حسون بالمرأة الفلسطينية التي ظلت متشبثة بشجرة الزيتون وهذه الصورة كانت أيقونة فجرت ينابيع الشعر لدي الكثير من الشعراء عندما كتبوا عن الأرض وكتب حسون يقول : دعي الأحزان يا أمي وغذيني بعشق الأرض يزهر في شراييني قفي أماه رغم الجرح شامخة وردي القهر عن زرعي وزيتوني أنا أرض ، أنا شجر، أنا زرع دم الزيتون بعضا من شراييني كما يتألق " معين بسيسو" بفكره الثوري التقدمي في قصيدة الأرض ويقول: تفاجئني الأرض ، أن الشجر يخبيء أسلحة ، والقمر يقوم بطبع المناشير يا نجمة في الجليل ويا تينة في الخليل تفاجئني الأرض إن أكف الصبايا مرايا وكف الشهيد ، بحجم السماء وكما داعبت الأرض أوراق الشعراء ، فإنها داعبت أوراق الأدباء أيضا ، فنجد الأديب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني يأخذ من قضية الأرض محورا أساسيا في أغلب أعماله ومن مقولاته الشهيرة "لنزرعهم شهدائنا في رحم هذا التراب المثخن بالنزيف...... فدائما يوجد في الأرض متسعا لشهيد آخر.