سعى عازف البيانو د.عمرو صلاح وراء عشقه واستطاع في سنوات قليلة ان يساهم في تعزيز موقع موسيقي الجاز على خريطة الحياة الفنية والثقافية المصرية، مؤسساً لإحدى اكبر فرق الجاز المصرية "افتكاسات" ثم لمهرجان القاهرة الدولي للجاز الذي اقيمت مؤخراً دورته الخامسة في حديقة الازهر ودرب 1718، بمشاركة دولية واسعة، والذي صار ميعادا سنويا لعشاق الموسيقي من المصريين والاجانب ولتلاقي الفنانين المصريين مع مدارس جاز عالمية مختلفة. درس عمرو الصيدلة، لكن عشقه للموسيقي بدأ في السادسة من عمره، رعته وعلمته والدته مدرسة الموسيقي، ثم لعب عازفاً مع عدة فرق في الفنادق حتي أسس مع مجموعة من العازفين المتميزين فرقة "افتكاسات" عام 2002، والتي انشغلت بتقديم الجاز الشرقي واصدرت اول البوماتها 2006 بعنوان "مولد سيدي اللاتيني"، وتلاه "دندشة" 2010، ولا تزال الفرقة نشطة في مشروعها في المزج بين الموسيقي الشرقية والجاز واستيعاب انواع موسيقية مختلفة ومزج الثقافات الموسيقية العالمية. عن تجربته في اقامة مهرجان الجاز قال ل "البديل" اشتغلت مع افتكاسات 11سنة في تقديم موسيقي الجاز ومن واقع شغلي في هذا المجال وحبي له فكرت في اقامة مهرجان للفت الانتباه الي موسيقي الجاز وأيضا اضافة حدث ثقافي كبير يسعد الجمهور والموسيقيين ويقدم صورة ورسالة جيدة عن مصر للعالم الخارجي. لماذا اختيار موسيقي الجاز تحديدا؟ الجاز لون مميز عن باقي الالوان الموسيقية في مفهوم التعبير الحر، حيث يرتبط الجاز بالحرية في التعبير والارتجال والعفوية التي تعتبر من خصائص موسيقي الجاز ولانها موسيقي متجددة دوما لن تموت لانها تجدد نفسها علي الدوام و تستوعب وتستقبل انماط موسيقية اخري وتنتج انماطا جديدة. اجتذب المهرجان هذا العام عددا كبيرا من الفرق الاجنبية.. ألم تجد صعوبة في إقناعهم بسبب توترات الوضع الامني في مصر؟ علي العكس تماما كان علي مواجهة الاقبال الشديد و الرغبة في المشاركة في المهرجان حتي اننا اضطررنا للاعتذار لفرق من اربعة دول هي بولندا، التشيك وسويسرا وأوكرانيا، لاننا لا نستطيع ان نضيف المزيد لفعاليات المهرجان وإلا كنا اضطررنا الي اضافة يوم رابع وهو ما لا تحتمله ميزانية المهرجان، وشاركت معنا فرق من 15 دولة، واسعدنا ان نجد اقبالا كبيرا من السفارات والدول الاجنبية ورغبة صادقة في التعاون من الفنانين و كذلك ادراك ان هناك فرق بين ما يظهر في الاعلام من التركيز علي الاحداث الساخنة وكامل الصورة عن الوضع في مصر، لكن من جانبنا اخترنا اقامة المهرجان بعيدا عن مناطق سخونة الاحداث في وسط البلد . هل وجدت نفس التعاون من وزارة الثقافة؟ علي العكس، رغم اننا كنا نرغب في خلق مساحة تعاون و لو باقامة المهرجان تحت رعاية وزارة الثقافة كشكل بروتوكولي امام الدول الاخري لكن فوجئنا ان الوزارة لم تهتم حتي بالرد علي مخاطباتنا لها، وعندما طلبنا سابقا اقامة المهرجان في دار الاوبرا رفضوا و قالوا ان هناك تعليمات امنية بعدم اقامة اي حفلات او عروض في ساحة انتظار السيارات في الاوبرا كما كان يحدث سابقاً، وسابقا عندما توجهنا الي قطاع العلاقات الثقافية الخارجية العام الماضي عرضوا توفير اقامة و انتقالات داخلية للفرق بشرط عدم بيع تذاكر و هو شرط مستحيل لاننا نبيع التذاكر لتصرف علي المهرجان فليس احب علي قلوبنا من فتح المهرجان مجانا للجمهور اذا وجدنا من يتولي تكاليف اقامته . وماذا عن وزارة السياحة ماذا كان شكل مساهمتها في المهرجان؟ عبر الوزير عن سعادته بالمهرجان وقرر ان تساعده هيئة تنشيط السياحة بمبلغ 30 الف جنيه لاقامة الفرق و خمسة آلاف تكلفة انتقالات اتوبيسات داخلية ، و رغم ايجابية هذا التوجه لكن تأثيره ضعيف اذا عرفت ان ميزانية تكلفة اقامة المهرجان هي 250 الف جنيه . وما دور الجمعية المصرية لموسيقي الجاز و مؤسسة اجوا اللتين نظمتا المهرجان ؟ "اجوا" هي الاطار والشكل القانوني لمعاملات المهرجان عند التعامل مع المؤسسات فهي الشكل القانوني للمهرجان، وأما الجمعية فهي كيان من فرق الجاز المصرية شكلناه لتقديم خدمات تعليمية لموسيقي الجاز و تقديم خدمة مجانية وغير هادفة للربح يعمل طوال العام في ورش و نشاطات فنية . تنظمون ورش موسيقية للاطفال في اطار المهرجان لماذا؟ ورشة جازينينو هي احد اهم الفعاليات بالنسبة لنا لانها تصل بموسيقي الجاز للاطفال و هو دور شديد الاهمية و هذا العام قدمت الخبيرة الهولندية "سوزان أوفرمير" ورشتي عمل علي مدار يومين في مركز درب 1718 كانت ناجحة للغاية مما جعلنا نرتب لورش تستفيد من منهجها ننظمها مع اطفال المدارس طوال العام و تنظيم ايام مفتوحة لهم في ايام الاجازات و بالاتفاق مع مجموعة من فناني الجاز المصريين . وكيف تري حصاد هذه الدورة ؟ جاءت افضل مما توقعنا فرغم الشوشرة التي حدثت قبلها بسبب سوء التفاهم و دعوات المقاطعة لحفل زياد رحباني،والاحداث العنيفة خلال اقامتها ، جاء الحضور الجماهيري طوال ايام المهرجان مذهلا خاصة في حفل زياد ، و وجدنا حماسا كبيرا من شركائنا و المساهمين من مؤسسات مختلفة و كذلك من مجموعة المتطوعين الذين بلغوا 25 متطوعا من الشباب من اصدقاء المهرجان و عشاق الموسيقي ، و رغم ان الحسابات الختامية اظهرت بعض العجز في ميزانية المهرجان لكنه عجز بسيط ، و سنبدأ بعد ايام في العمل للاستعداد للدورة القادمة فطموحنا ان يصير المهرجان حدث ثقافي عالمي يوضع علي الاجندة الثقافية السياحية العالمية . أخبار مصر – البجيل