أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلى، اليوم الأحد، عن قلقه العميق، وانشغاله لاتساع دائرة العنف في ميانمار من قبل متشددين بوذيين، مشيرًا إلى أن العنف هناك لم يتوقف منذ اندلاع شرارته في ولاية آراكان غربي البلاد، لتشمل خلال الأيام القليلة الماضية، مدنا ومناطق أخرى، خاصة في مدينة ميكتيلار في منطقة مندلاي بوسط البلاد، والتي راح ضحيتها عشرات من المسلمين، حيث جرى إحراق منازلهم وممتلكاتهم التجارية والسكنية، فضلا عن حرق ثمانية مساجد، وعدد من المدارس، الأمر الذي أسفر عن فرار المئات بعائلاتهم. وقال في خطابه أمام حفل تدشين مركز الروهينغيا العالمي: إن استمرار العنف غير مقبول ودليل جليٌّ على السلبية التي تنتهجها الحكومة في معالجة التوترات العرقية التي اندلعت الصيف الماضي، والمستمرة إلى اليوم، مطالبًا السلطات هناك بتحمل مسئولياتها في معالجة الأسباب الجذرية للمسألة، لحفظ أرواح جميع أبناء شعب ميانمار وممتلكاتهم دون تمييز. وكان قد رعى حفل تدشين مركز الروهينغيا العالمي في مقر المنظمة، وسط حضور ممثلين عن اتحاد آراكان الروهينغيا، ورحب بالحديث، مشيرًا إلى أن المركز أنشيء لحماية حقوق أبناء شعب الروهنغيا وتحسين ظروف معيشتهم أينما كانوا. وأضاف أن الإعلام يمثل سلطة، مؤكدًا أن المركز سيؤدي وظيفة إعلامية بحيث يتيح معارف أساسية ومعلومات محدثة لإعداد تقارير عن قضايا الروهنغيا تتسم بالدقة والعمق، بغية مساعدة المنظمات الدولية على وضع الخطط لمد يد العون بقصد التخفيف من محنة أبناء شعب الروهنغيا. وقال: إن العسكرية التي حكمت ميانمار نحو عقود اقترفت انتهاكات صارخة لاتفاقيات حقوق الإنسان الدولية، مطالبًا اليوم، ومع تحول ميانمار إلى مجتمع أكثر ديمقراطية، بألَّا يتخلف أبناء الروهنغيا عن الركب خارج سياق التطورات، وإعطائهم حقوقهم كاملة غير منقوصة باعتبارهم مواطنين في هذا البلد، مشددًا على أن منظمة التعاون الإسلامي تواصل دعمها ومشاركتها في المساعي والمبادرات الجادة الوطنية منها والإقليمية والدولية الرامية إلى إيجاد حلول سلمية دائمة للمشكلات في ميانمار. مؤكدًا مرة أخرى دعمها عودة اللاجئين واستعادتهم لحقوقهم وامتيازاتهم التي حرمتهم منها السلطات. على صعيد آخر، أعرب الأمين العام للمنظمة عن شكره لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، لما يولي مجتمع الروهينغيا المسلم من دعم ولاستضافته الكريمة لأبناء الأقلية وتمكينهم من فرص العيش والعمل في المملكة العربية السعودية، منوهًا بالحدث المميز الذي شهدته مدينة مكةالمكرمة أمس السبت والذي تمثل في منح الحكومة السعودية رسميًّا تصريحات الإقامة للاجئي الروهينغيا في المملكة.