تلقى "أحمد الأسير دعوة من أمير قطر لزيارتها"، هذا هو مفاد الخبر الذى أوردته صحيفة "الديار" اللبنانية، لتثير تساؤلات عدة حول حقيقة الدور الذي يمارسه الأسير في دولة أصبحت معظم قواه السياسية تمثل إرادات وتوجهات إقليمية، وتعيش على حافة بركان من التوترات الطائفية والإقليمية لا يزال كامنًا بدرجة كبيرة حتى هذه اللحظة، وسط توقعات بقرب انفجاره. الأسير الحسيني من مواليد 1968 في صيدا، تابع الدراسة الشرعية في كلية الشريعة التابع لدار الفتوى في بيروت، بدأ بتحضير رسالة ماجستير ولم يستطع ان يكملها. وعلى الرغم من نشأة الأسير في صيدا وأخذ "العلم" الشرعي من هذه المدينة إلَّا أنه لم يأل جهدًا لمحاصرتها وإنهاكها حيث تسير الفتنة المذهبية فى ركابه أينما حل ولم يغير من الأمر شيئًا كونه نتاجًا لتلاقي سنى شيعى كأغلب اللبنانين الصيادويين والجنوبيين بصفة عامة. بدأ الأسير في الظهور بميدان السياسة بشكل مفاجئ ومثير للريبة عندما دعا للاعتصام في ساحة الشهداء ضد النظام السوري، وحينها بدأت دوائر إعلامية عربية وغربية الاهتمام بتحركات الرجل ذو الميول السلفية، والذي رفض أن يكون تحت عباءة التيار السلفي أو الدعوة والتبليغ أو الإخوان المسلمين، ووجهت إليه اتهامات بإثارة البلبلة في تحريضه ضد الجيش ومكونات مجتمعية اخري تدخل في النسيج اللبناني. ولم يهدأ "الشيخ" حتى أثار فتنًا أخرى، وعلى رأسها فتنة حدثت في وقت سابق من الشهر الحالي قصد من خلالها الجيش اللبناني بالتعاون مع الشيخ عاصر العارفي أحد مؤيديه، الذي ارتكب مخالفة مرورية، ولجأ إلى مسجد بلال بن رباح رغم المبادرات التي قبل بها الجيش اللبناني، قطع خلالها طرق تؤدي إلى صيدا شريان الجنوب؛ ليقوم اتباعه في طرابلس بقطع بعض الطرق. ونظم الأسير بالأمس مسيرة بعد صلاة الجمعة بدأت من المسجد الذي يؤمه إلى الشقق المجاورة للمسجد مدعيا تواجد عناصر من حزب الله داخلها، وشن حملة على بشار وحزب الله، بشكل "يطيف" فيه مواقفه وخلافاته السياسية. أسئلة وعلامات استفهام كثيرة حول قفزة الأسير من الشيخ المجتهد إلى السياسي المحرض، دون سابق إنذار أو تراكم تجربة، خاصة وأن المنطقة شهدت وتشهد فصولا متجددة من العدوان الإسرائيلي على القطاع والضفة، ولكن يبدو أن انتهاكات بشار تثير حساسيته الدينية دون أمريكا وإسرائيل، ولعل في ضيافة الأمير القطري يكمن حل طلاسم الأسير اللبناني. فشل في الحصول علي ماجستير العلوم الشرعية.. ويحل ضيفا على أمير قطر قريبًا جدًّا.