قال الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن مرض السل يمكن هزيمته، وبالتالي وقف معاناة الملايين من البشر المصابين بهذا المرض الذي يمكن معالجته. وأضاف العلوان أن كل ما نحتاج إليه هو تجديد التزامنا بمكافحة السل والعمل بجدية على ذلك وإشراك جميع المعنيين في المواجهة. ويحتفل العالم باليوم العالمي للسل في 24 مارس من كل عام، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى اكتشاف الجراثيم المسببة للسل، وهي مناسبة للتذكير أيضاً بأن هذا المرض لايزال يسبب المعاناة للملايين . وسيتم الاحتفاء بهذا اليوم هذا العام تحت شعار "اقضِ على السل أثناء حياتي" وهذا الشعار هو جزء من حملة مدتها عامان تستهدف الترويج لأعمال تتسم بالجرأة وتتبنى تدخلات طموحة في مكافحة السل. وعلى الرغم من التقدم الملموس الذي أحرزه المجتمع الصحي الدولي في التصدي للسل، فقد ظهرت 8.7 مليون حالة إصابة جديدة بالمرض عام 2011. وشهد العام نفسه 1.4 مليون حالة وفاة ناجمة عن السل, كما أن السل المقاوم للأدوية بات يمثل تحدياً أمام الجهود الدولية لمكافحة السل. من جانبها قالت الدكتورة مارجريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية "نحن نقلل الإنفاق في وقت نحن في أمس الحاجة لتوسيع نطاق مجابهتنا للسل المقاوم للأدوية المتعددة, وحققنا مكاسب كبيرة في مجال مكافحة السل من خلال التعاون الدولي، ولكن هذه المكاسب يمكن أن تضيع بسهولة إذا لم نتحرك الآن". وقد شهد إقليم شرق المتوسط الذي يضم 23 بلداً تمتد من جنوب شرق آسيا إلى شمال أفريقيا، بعض التحسن في مكافحة السل, إذ تتزايد أعداد المصابين بالسل في بلدان الإقليم الذين يتم تشخيص حالاتهم ومعالجتهم, كما ارتفع معدل اكتشاف الحالات الجديدة من 50% إلى 62% بين عامي 1990 – 2011. وعلى صعيد المعالجة تحقق تقدم مذهل، إذ ارتفع معدل المعالجة إلى 88%, وأن التحديات لاتزال كثيرة، فبلدان الإقليم لاتزال غير قادرة على اكتشاف جميع المصابين بالسل والوصول إليهم، كما أن نسبة 4.6% فقط من حالات السل المقاوم للأدوية تلقت خدمات علاجية في السنوات الماضية. وتمر بلدان عديدة في الإقليم بصراعات وكوارث طبيعية واضطرابات أمنية، الأمر الذي يجعل تدبير الرعاية للمصابين بالسل أمراً معقداً وغير ميسور, ويعني ذلك أن المواجهة ضد السل لاتزال بعيدة عن الحسم. لذا أعدت برامج مكافحة السل، والمنظمات الأهلية، وجمعيات رعاية المصابين وسائر قوى المجتمع المدني برامج مفصلة للاحتفاء باليوم. كما تعمل المكاتب الوطنية لمنظمة الصحة العالمية مع منظمي الفعاليات في اليوم العالمي للسل على لفت انتباه القيادات السياسية لأهمية قضية السل، ورفع الوعي بهذا المرض بين الناس، وتأكيد الالتزام بدعم المصابين به، وتقديم الرعاية لهم ولذويهم.