كشفت منظمة الصحة العالمية عن أن مرض السل يقاوم الأدوية المتوفرة لعلاجه، مما ينذر بعودة تفشي المرض المعدي في عدد كبير من البلدان في إقليم شرق المتوسط، وهي: مصر والعراق والسودان واليمن والصومال وجيبوتي، بسبب الظروف المعيشية السيئة والفقر والإيدز. وأكد خبراء للمكتب الإقليمي للمنظمة بالقاهرة، أنه أجري مسح مؤخرا في عدة بلدان، منها مصر، كشف عن وجود السل المقاوم للأدوية بين أفراد من مختلف المستويات وشتي الأماكن. وكانت تقارير صحية أفادت بظهور مرض السل في المناطق الفقيرة والعشوائية في القاهرة و9 محافظات أخري. وحذرت من أن الجهات المسؤولة تواجه مشكلة رئيسية في ضعف الاكتشاف المبكر للمرض، مما يجعل مكافحته أمرا صعبا. كما حذر الخبراء، المتخصصون في تتبع المرض واكتشافه، من صعوبة الشفاء من السل، بسبب مقاومته الحديثة للأدوية المتوفرة والمتعددة، معربين عن قلقهم من ظهور حالات من السل شديدة المقاومة، أي أنها لا تتجاوب مع ثلاثة علي الأقل من ستة من الأدوية التي تعطي للمريض عندما لا يبدي أي تحسن بعد تناول الأدوية الاعتيادية. وأشارت المنظمة في بيان لها إلي أن 95% من عبء مرض السل يتركز بالترتيب في البلدان التالية: باكستان وأفغانستان ومصر والعراق وإيران والمغرب والصومال والسودان واليمن، وهناك جيبوتي التي تعد أيضا من البلاد المبتلاة بأعلي معدلات الإصابة بالسل في العالم. ومع انتشار السل وعودة ظهوره بقوة، تنظم منظمة الصحة العالمية حملات توعية للاكتشاف المبكر له، بهدف تحفيز المجتمع الدولي علي التحرك في مواجهة المرض، الذي يسجل سنويا 450 ألف إصابة جديدة ناجمة عن جراثيم السل، التي تبدي مقاومة شديدة للأدوية المتوفرة من أصل 9 ملايين إصابة جديدة سنويا، يتوفي منهم 1.7 مليون مصاب. وقالت: هذه الجراثيم شديدة المقاومة لا تترك عمليا أي فرصة لمعالجة المرض بالأدوية المتوفرة حاليا، وأضافت أن عصيات السل «الجراثيم»، تشكل تهديدا شديدا للصحة العامة، لاسيما في المناطق الفقيرة وتلك التي ينتشر فيها الإيدز. وتابعت: السل مرض شديد العدوي، حيث إن 90% من المصابين به لا تظهر عليهم أعراض المرض، ويمكن أن يظهر السل عليهم بعد سنوات من الإصابة، إذا ضعف الجهاز المناعي للجسم، كالإصابة بالإيدز مثلا. وتنشأ مقاومة الأدوية عن عدم حصول المرضي علي الرعاية الصحية اللازمة، وتلوم منظمة الصحة علي الوصفات الطبية للأطباء ونوعية الأدوية وعدم حصولهم علي الدواء بصورة منتظمة أو عدم التزام المريض نفسه بالجرعات، وتدعو المنظمة إلي الاكتشاف المبكر لحالات السل ومعالجتها بسرعة حتي لا ينتشر المرض، خصوصا أنه ينتقل بسرعة شديدة.