أثار قبض قوات الشرطة على جمال صابر مؤسس حركة "لازم حازم" على خلفية الاشتباكات التي دارت بين عائلته وعائلة أخرى بشبرا على مدار اليومين الماضيين، ردود فعل غاضبة لدى قوى التيار الإسلامي، لاسيما بعد انتشار صوره عقب القبض عليه وهو معصوب العينين ومقيد اليدين من الخلف. في البداية قال الدكتور عصام العريان - نائب رئيس حزب الحرية والعدالة - إن صور الاعتداء على الناشطين أو الصحفيين أو تغمية أعين المقبوض عليهم رسالة خاطئة في وقت غير مناسب. وأضاف: لن يقايض المصريون بعد الثورة أبدا بين حقهم في الأمن ومسئولية الشرطة عن تحقيقه وتوفير السكينة والطمأنينة لكل المواطنين والمقيمين بمصر، وبين احترام كرامتهم وحرياتهم الدستورية، موضحا أنه لن يسمح أي مصري مهما كان فكره او انتماؤه الحزبي أو السياسي بعودة الممارسات القمعية التي كانت سمة النظم البائدة كلها. وطالب نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب بمجلس الشورى، الأجهزة المسئولة عن المتابعة والمحاسبة بالقيام بواجباتها الإدارية وكشف الحقائق للشعب. فيما أكد الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل زعيم حزب "الراية" أن الرئيس محمد مرسي مسئول عما جري لمنسق حملة "لازم حازم" من اعتداء. وقال في بيان له موجها حديثه لرئيس الجمهورية: "أنت مسئول شخصيا عن هذا العار الذي يلحق حكمك بنشر هذه الصورة – إذا ثبت صحتها - للأستاذ جمال صابر معصوب العينين موثق اليدين خلف ظهره في صورة لا يقرها أي نص قانوني. وتابع زعيم حزب "الراية": "سأظل خصما لك سراً وعلنا حتى أرى كيف هي انتفاضتك لتحاسب المسئول عن عودة هذه الرسالة الواضحة لإذلال أبناء الشعب لتُنشر بين الناس من الجديد، فإما أن عهدك يأباها ويُسمّي من اقترفها باسمه ويوقفه عن العمل ويحيله إلى التحقيق وإما أن عهدك كله صار موصوما بهذا العار وسيكون لنا منه الموقف الذي ينبغي من كل عهد لا يأبى المظالم". وطالب الدكتور مراد علي - المستشار الإعلامي لحزب الحرية والعدالة - الشرطة بالاعتذار عن تلك الواقعة، مشددا على أنه يجب على أفرادها أن يغيروا سلوكهم في التعامل مع المتهمين، مضيفا: "مصر تغيرت ولن ترجع للوراء". وأوضح مراد أنه بغض النظر عن حقيقة الاتهامات الموجهة لجمال صابر المتحدث باسم "لازم حازم" فلا يمكن قبول الإهانات التي تعرَّض لها أثناء القبض عليه، وتابع: "إن الله كرَّم الإنسان ولا يجوز لسلطة أو شرطة أو فرد أن يهين هذا الإنسان تحت أي مسمى". فيما أكد عبد الله بدران رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور بمجلس الشورى أن ما حدث مع جمال صابر هو إهانة بالغة لكل مصري، موضحا انه حتى لو كان جمال صابر قاتلاً فلتتم محاكمته على القتل، لكن أن يتم تغمية عينيه وربط يديه بهذا الشكل المهين فهذا أمر غير مقبول. وناشد المحامين الشرفاء أن يقوموا بتقديم عدة بلاغات فيمن قام بذلك، لافتا إلي أن سكوت أي منصف على مثل هذه الأفعال هو بداية عودة الإجرام مرة أخرى فى التعامل مع الملتحين، ثم بعد ذلك تنتقل الإهانة لجموع الشعب المصري كما حدث فى نظام مبارك! وأبدى الدكتور خالد علم الدين - القيادي بحزب النور ومستشار رئيس الجمهورية السابق - إعجابه بموقف الدعوة السلفية المساندة جمال صابر بعد إنكارهم للطريقة والأسلوب الذي تم معاملته به، قائلا: "هكذا ينبغي أن يكون أهل الإسلام، فإنكار الظلم والوقوف مع المظلوم لا يحتاج لحسابات سياسية أو موائمات حزبية". وتابع: "مع إننى أختلف مع الأستاذ جمال صابر في أسلوب التعامل في كثير من المواقف السياسية، وكذا مع عدم علمي بتفاصيل الاتهام وهل هناك تهمة تخصه أم لا؟، ولكن أيا ما كان الأمر فإنه لا يجوز ولا يليق معاملته بهذه الصورة غير المقبولة شرعيا أو إنسانيا ولا تجوز عرفا أو قانونا، خاصة انك لم تحقق معه ولم تثبت عليه أي جريمة. كما طالب مستشار رئيس الجمهورية السابق بالتحقيق مع المتورطين في هذا الأمر من الداخلية والمسئولين. وتضامن الدكتور محمد محسوب نائب رئيس حزب الوسط مع موقف جمال صابر قائلا: "كرامة أي مواطن هي من كرامة الوطن، ولا يجب ان يكون بمصر مهان أيا كان فكره أو رأيه، وإلا فلن تختلف مصر عن عصر مبارك". وأكد أنه لا يقبل إهدار كرامة مواطن مقبوض عليه لأي اتهام بما يخالف المادة 36 من الدستور التي تنص علي أن "كل من يقبض عليه تجب معاملته يما يحفظ كرامته ". وكانت أجهزة الأمن قد ألقت القبض على جمال صابر، منسق حملة "لازم حازم"، على خلفية الاشتباكات التي وقعت أمس الثلاثاء بين عائلتين في شبرا، وأسفرت عن مقتل ثلاثة وإصابة العشرات. أخبار مصر – البديل