هى عفوية تلقائية على طبيعتها وفطرتها ،من الوجوة التى تراها دائما ثكلى وحزينة على عزيز لها فقدته ،منذ ان أبتلى مصر حكام يضحون بشعوبهم ، ولا يخجلوان بفعلتهم ، هى تلك الام التى تراها بين وجوه عديده تصرخ على فقدان ابن او اخ لها فى حادثة، عبارة او قطار او طفل مات على قضبان السك الحديد ، تستطيع عندما تتأمل وجهها الحنون والحزين فى نفس الوقت والذى ارتسم عليه شقاء الزمن ومعاناته انها مصر المجروحة المكلومة على شعبها الذى يموت يوما بعد الاخر دون اى ذنب ولا سبب. انها "ام الشهيد عمر احمد عطا" المعروف باسم "عمرو استيف "،عضو رابطة التراس اهلاوى ،انها تلك السيدة الصعيدية التى نصفها ب"ست بمائة راجل " كان للبديل حوار مع هذه السيدة بمناسبة عيد الام. o فى البداية ما الذى كان يمثله لكى الشهيد عمر استيف ؟ oo-هو ابن عمرى الى طالما حلمت بوجوده فى حياتى بعد مدة دامت 6سنوات حتى انجبته ،عمرو هو راجل البيت وسند الظهرلما الزمن يغدر ،بيا او باخواته البنات، هو حياتى ودنيتى ،مات وهو فى زهرة شبابه عنده 26عام. o كيف كانت حياته؟ oo-عمرو انتهى من دراسته وحصل على بكالوريوس معهد فنى تجارى ،ثم التحق بوظيفة فى احدى شركات الاستيراد والتصدير ،ولم يمر توظيفه اكثر من شهرين قبل الحادث المشئوم ،وكان مغرم بكرة القدم ،وكان نفسه يصبح لاعب كرة ،ومن ثم التحق بمركز شباب الجزيرة لينمى موهبته. o- كيف كانت علاقتك به؟ oo- كان قريب جدا منى، وكان حنون وطيب ،لو عطشانه يحضر لى كوب الماء اينما كنت ، وعندما ياتى من الخارج يرفض تحضيرى الطعام له ،ويطلب منى الراحة ويقوم يخدم نفسه ، انا كبرت وعلمت ولم اتركه لحظة واحده فى الشارع ،حتى المرحلة الثانويه كنت اصطحبه للمدرسة ،حتى لا يتوهم مذيعى الفضائيات ان اولادنا بلطجية واهملنا فى تربيتهم ،احنا "حقيقى ناس فقراء لكن نعرف نربى عيالنا كويس." o- متى انضم لأولتراس أهلاوى؟ انضم للاولتراس منذ نشأته عام 2007 ،وقبل حتى تأسيس الرابطة، كان فرد عادى يحرص دائما على حضور مباريات النادى الاهلى ، خاصة بعد انضمامه لمركز شباب الجزيرة . o- الم تقلقلى عليه من انضمامه لمثل هذه الروابط ؟ oo-لم اخاف ، اعتقدت انها كرة قدم ، وشىء مفيد له ان يلعب رياضة ،بدلا من التعرف على احد اصدقاء السوء ، لم اتصور ابدا ان اهل بلدى هيقتلوا ابنى فى احد المباريات ويحرمونى منه. o- اشعر بغضب من كلامك على الاعلام ..ما تفسيره ؟ oo- بالفعل انا غاضبه من الاعلام، الذى لم يشعر معنى امهات شهداء حزانى على اولادهم الشباب، الذين قتلوا غدرا ، غاضبه من المتاجرة بدم ولادنا من احزاب سياسية واخوان واعلاميين ، وخاصة جبهة الانقاذ الذى افضل تسميتها بجبهة خراب مصر ، التى تؤيد بورسعيد وتتاضمن معهم بعد الحكم ، واقول للبرادعى وصباحى شفت cdsالتى يتوسل فيه اتلطفل انس لمن قتلوه ،ويطلب منهم يرحموا قائلا لهم "انا مش هاجى هنا ياعمو تانى " ،ورد عليه البلطجية عشان تحرم تجى تانى وقتلوه . o-كيف قضى عمر معكى الليلة قبل سفره ؟ oo- فى ذلك اليوم كنا نتحدث بمناسبة تقدم احدى العرسان لاخت الشهيد عمرو،وعرضت عليه الامر ،وقال لى انا تحت امرها فى اى طلبات ،مشيراًالى ان عمرو كان يخاف على اخواته البنات، وكان يرفض عملهمها خوفا عليهما من اى مكروه بالخارج ،حيث حصلت واحده على بكالوريوس تجارة ،والاخرى زراعة .وقال انه سيسافر بورسعيد لحضور المبارة ،وبالفعل سافر . o-هل تحدثتى معه بعد وصوله بورسعيد ؟ 00- للاسف لم يحدث ذلك فقد نسى الموبايل بالقاهرة ،مضيفة كم اكنت اشعر بضيق فى ذلك اليوم ،منذ استيقظت من النوم ،وعندما شاهدت التليفزيون بالمساء، ورايت ماحدث من هجوم جماهير النادى المصرى ،شعرت وقتها بان ابنى اصابه مكروه ،فالوقت التى كانت الروح تخرج من عمرو شعرت بها تنسحب من قلبى ،انه ابنى لم يشعر بذلك سوى الام . o-وماذا فعلتى بعد ذلك ؟ oo- لم ادرى بنفسى الا وعند النادى الاهلى ،ولم نرى مسئولا واحد يطمئنا على ولادنا ، وكان النادى كله مشغول على اللاعبين فقط ،اما ولادنا يتحرقو يموتوا مش مشكلة، ماهم ولاد ناس فقراء ،مؤكده لو لاعب واحد فقط مات فى هذه المذبحة، كانوا هيحسوا يعنى ايه كارثة ، وان هذه المذبحة كان مقصود بها فى الاساس اللاعبين وليس الجمهور،ولكن ولادنا الرجالة كانوا بيحموا اللاعبين ،اللى فى النهاية تركوهم يندبحوا ويقتلوا ويلقى بهم من فوق المدرجات وحموا انفسهم . حتى رئيس النادى حسن حمدى ،الذى اقول له "يارب ينحرق قلبك على اولادك زى ماضحيت بجمهور النادى الاهلى مقابل ثلاث نقاط للمبارة "،وفى الاخر يطلب من المشير طائرة حربية لنقل ما يهتم بهم فقط للاعبين ، اما ولادنا، تم القائهم على الارض مثل اكياس الزبالة فى المستشفيات وهم غرقى فى دمائهم . o-وكيف تاكدتم من وفاته ؟ oo- قامت ابنتى بالاتصال باحد اصدقائه كان معه فى بورسعيد ،وتأكدت من صحة الخبر ،وعندما عدت الى المنزل من عند النادى الاهلى ،واستمعنا فى التليفزيون الى اسماء الشهداء تم اذاعة اسم ابنى وصورته ،وبعدها انهرت،الى ان جاء الى القاهرة وقمنا بدفنه . 0-هل قتل فى الممر ام فى المدرج؟ oo- ابنى مات فى المدرج،وتقرير الطب الشرعى كشف ان به نزيف بالمخ والبطن والقفص الصدرى ،واضافت ياحبيبى ياابنى عرفت من احد زملائه بعد عودته ، انه كان يقول للظابط "انا بموت الحقنى ..وكانه بيترجى كافر ،توقفت عن الكلام وانهمرت فى البكاء مضيفة هذا الظابط امه تشرب ناره ،حيث رد على ابنها قائلا " موت ولا تروح فى داهية ..تستاهل مش انت بتشتم على حبيب العدل " o-كيف تشعرين بعد وقوع هذه الكارثة ؟ oo- لم اتوقع ان عمرو سوف يقتل من اهل بلده ، ونشوف الخيانة الكبيرة ، من اهل بورسعيد ،اصبحت لا اطيق سماع اسم بورسعيد ،من يتشدقون بان بورسعيد برئية،اقوله حسبى الله ونعم الوكيل ، ، حتى الرجال بالشوارع كانوا يستخدموا للشباب اشارات معناها اننا سوف نذبحكم . بل بعد وقوع المجزرة منعوا سيارات الاسعاف ان تدخل الاستاد لانقاذ الجرحى . o- من يتحمل المسئوليه على مقتل ابنك ؟ oo- لا يوجد غيره انه "المشير طنطاوى" ،والفريق "سامى عنان" ،كلاهما دبروا هذه المؤامرة ،للانتقام من شباب الالتراس الرجالة ، اللى للاسف يتهموهم بالبلطجية الان وهم فضلهم على الثورة كلها وعلى الشعب كله ،فهم اول من رفعوا شعار يسقط حكم العسكر فى مبارة الاهلى وكيما اسوان ،بعدما طلب منهم احمد عز، احد رمز النظام البائد عن طريق احد الوسطاء وتم مقابلة كابوهات الالتراس على احدى المقاهى قبل مباراه مصر والجزائر ليرفعهوا فى المباراه صورتين كبار لعلاء وجمال مبارك ،والشباب الرجالة رفضوا هذا العرض الذى كان يقابله مبلغ كبير8مليون جنيه . o-هل ترفضين الاتهامات التى توجه للالتراس باستخدامهم العنف ؟ oo- ابتسمت فى استنكار واقسمت بالله ثلاث مرات قائلة "احنا لوعايزين ناخد حق ولادنا كنا هنجيبه تانى يوم وبايدينا ،لكن احنا فضلنا طريق القانون والعدل والقضاء . o- ماذاتقولين لعمروالان ونحن نقترب من عيد الام ؟ oo- فى البداية ادعو الله ان يكون عيد اسود على كل ام فى بورسعيد ،وتشعر بنار، ولوعى فراق ام فقدت ابنها الوحيد ،ويكون عيد اسود على الداخلية والقتلة والمحرضين ، اما عمرواقولة وصمتت للحظات منخرطة فى البكاء "اسودت الدنيا ياعمرو بعد ما غبت عنها ، سامحينى ياابنى لو قصرت معاك فى شىء، انا حاولت اسعدك قدر مااستطعت ،اما انت ياحبيبى لم تقصر معى اطلاقا ،ولو بامكانى لاخدت البنتين ولجأت لاى بلد ،انا كرهت مصر والمنافقين والقتلة الموجودين فى مصر ،ومازالوا يقولوا "يلا نفسى". ام الشهيد عمر استيف فى مذبحة بورسعيد : النادى الاهلى ضحى بجمهوره مقابل ثلاث نقاط ،واتمنى حرقة قلب حسن حمدى على ولاده ، لو واحد من اللاعيبن مات ،كانوا عرفوا يعنى ايه ام تفقد ابنها.