أثارت موقعة المقطم التي حدث أمس الأحد أمام المقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين غضب الشارع المصري وعديد من التيارات والحركات، وذلك بعد تهديد المحتجين هناك بالقتل والمواجهة بالقوة حال توجهم إلى هناك مرة أخرى للتظاهر، وانتقد البعض أن إدخال قوات الشرطة في الصورة أمام المتظاهرين هناك وجعلها طرفًا في الصراعات والاشتباكات، هدف أساسي للجماعة من أجل زيادة العداء بينها وبين الشعب. قال الدكتور جمال أسعد - المفكر القبطي ونائب مجلس الشعب السابق- إن الخلفية السياسية للجماعة تبين أنها تتبع منهجًا وتسير عليه في كل المواجهات، كما أنهم يقتنعون أن الدولة في قبضتهم، ويسعون إلى نجاح ما يسمى بالنموذج الإسلامي الذي يتيح لهم أن يظل الإخوان في الحكم، ثم تأتي مرحلة جديدة يكون فيها السلفيون أو حازم صلاح أبو إسماعيل بالتحديد هو الرئيس، وبذلك يكونون قد ضمنوا ألا يحاسبهم أحد، ولا يعودوا إلى ما كانوا عليه قبل الثورة، وهو ما يجعلهم يتصرفون بشكل ممنهج، فما فعلوه في الاتحادية تكرر أمس أمام مكتب الإرشاد بالمقطم. وأشار إلى أن الجماعة دائمًا ما تسعى إلى إظهار القوى الثورية في صورة العملاء والمخربين، وأنهم دائمًا ضد مصلحة الوطن ولا يريدون استقرارًا، وذلك يؤكد أنهم لا يؤمنون بالديمقراطية أو المعارضة على الإطلاق؛ لأنهم يعتبرونها كفرًا، ويؤمنون بالقوة وحدها؛ ولذلك نراهم دائمًا يسقطون القانون من أجل نصرة مصالحهم، فالحق في شريعتهم السياسية يؤخذ ب "الدراع"، وعندما حدث تجاوز أو تطاول من بعض الصحفيين الذين رددوا هتافات ضدهم ورسموا جرافيتي، كان الرد عليهم بالضرب، ولم يراعِ أحد من الجماعة أنهم مثل للالتزام بالقانون باعتبارهم السلطة الحاكمة، ولا يجوز أن يستخدموا القوة لفض أي نزاع. وأضاف أسعد ل "البديل" أن الشرطة دائمًا ستظل تدفع ثمن هذه الصراعات والاشتباكات، وستكون دائمًا هي المتهم في كل القضايا؛ لأنهم يتم الزج بهم لمواجهة الشعب، كما تتورط الجماعة في افتعال أي مشاجرات وصدامات؛ لتقوم عناصر الشرطة بدورها، مما يؤدي لوقوع إصابات واستمرار العداء معهم، لافتًا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لديها ميلشيات وقاعدة كبرى هي "السمع والطاعة"؛ مما يمكنها من الحشد وفض الاعتصامات والمظاهرات بالقوة، على عكس المعارضة التي لا تستطيع السيطرة على الشباب سواء بالسلب أو بالايجاب، وهذا ما يؤكد أن الموقف يصعب السيطرة عليه من الجانبين، فالكل مصمم على رأيه، ولا سبيل لنا إلا أن نشاهد كل يوم موقعة جديدة وضحايا جددًا. وعلى الجانب الآخر انتقد حمدي حسن، القيادي الإخواني والنائب السابق بمجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة، مشهد أمس بالمقطم، داعيًا الجميع إلى ضرورة التزام الهدوء وضبط النفس؛ حتى لا تنتشر الفوضى وتسود دولة الغابة؛ مما يؤدي إلى وقوع الإصابات بغير داعٍ. وأوضح القيادي الإخواني ل "البديل" أن أحداث العنف والبلطجة والحرق التي تتعرض له المقرات التابعة للتيار الإسلامي سوف تدخل البلاد في مستنقع فوضى وحرب أهلية الخروج منها لن يكون سهلاً. وحذر حسن من حرب أهلية قادمة حال استمرار تصاعد حدة الاشتباكات هناك مرة أخرى، مطالبًا الشرطة بضرورة ضبط المخربين والبلطجية. فيما يرلى شريف طه عضو الهيئة العليا لحزب النور أنه "يجب أن تتحكم جماعة بحجم الإخوان المسلمين في انفعالاتها، لكن يبدو أن الجماعة تريد أن تفرض نوعًا جديدًا من موازين القوى، وما حدث أمس هو سقطة تشبه سقطة الاتحادية، وأخشى أن تكون عواقبها كما حدث هناك. وأضاف طه عبر صفحته الرسمية على موقع ال "فيس بوك" أن التواجد أمام الإرشاد فعل غير مسئول ووضع للبنزين بجوار النار غير مبرر، ولكن هل ما حدث هو الجزاء الحقيقي والطبيعي للمستفز؟ هل أصبحت جماعة الإخوان لا تبالي بصورتها أمام الإعلام والمجتمع؟ وما هو تبرير الاعتداء على صحفي "سكاي نيوز"؟ والسؤال الأهم: هل تظن جماعة الإخوان بذلك أنها ستمنع تكرار ما حدث أمس؟