كان رفض سوزان رايس سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى الأممالمتحدة سببًا فى تعطيل بيان الترحيب بتوقيع مصفوفة الاتفاقات التسع الموقعة بين شطرى السودان قد قوبل بالاستهجان من السفيرين دفع الله الحاج علي عثمان وفيتالي شوركين المندوبين الدائمين للسودان وروسيا على التوالي. وقد ذكر السفير دفع الله في حديثه أمام المنبر الإعلامي لمجلس الأمن عقب الجلسة بأنه ليس من المنطق أن تعيق دولة واحدة داخل المجلس إصدار بيان يرحب بما تم من انفراج بين البلدين، ردًّا على اتهامات السفير رايس بما يتعلق بالقصف الجوي ذكر أن ذلك ترديد لدعاوى تجاوزها الزمن؛ لأن المصفوفة التي تم توقيعها مؤخرًا تتضمن آلية دقيقة للمراقبة والتحقق من أي شكاوى ترد من طرفي الاتفاق. وفيما يتعلق بحديث رايس بعدم التوصل لاتفاق بشأن أبيي استهجن السفير دفع الله حديثها مشيرًا إلى أن الساحة الدولية تحفل بعديد من النزاعات الحدودية والنزاعات بشأن المناطق بينها ويرجع تاريخها لعشرات السنين، وأضاف أنه من الحكمة الآن أن يمنح الطرفان وقتًا كافيًا في ضوء التطورات الإيجابية التي حدثت مؤخرًا بين البلدين للتفاوض حول أبيي بدلاً من الإثارة والضغط غير المبرر للتوصل لحلول متعجلة. في نفس السياق استهجن السفير فيتالي شوركين من جانبه حديث السفيرة رايس وذكر أن هناك تقدمًا حقيقيًّا قد تحقق بين السودان وجنوب السودان وأن كافة أعضاء المجلس بمن فيهم أربعة من الدول الخمس الدائمة العضوية أيدوا مُقترح إصدار بيان صحفي ترحيبي وأن هناك عضوًا واحدًا اعترض. وانتقد المندوب الروسي بشدة ما قامت به المندوبة الأمريكية سوزان رايس مُشيرًا إلى أنه ما كان ينبغي لها أن تتحدث عما دار بين الأعضاء داخل المجلس أمام وسائل الإعلام، كما أشار إلى أن مقترح إصدار بيان ترحيبي جاء في إطار الدور الطبيعي لمجلس الأمن في مثل هذه الأحوال واصفًا طريقة تعامل المندوبة الأمريكية مع المُقترح بأنها كانت طريقة غير بناءة.