تبادل مندوبا السودان والولاياتالمتحدةالأمريكية لدى الأممالمتحدة اليوم الإتهامات بشأن تردي الأوضاع الإنسانية في ولايتي جنوب كردوفان والنيل الأزرق . وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة اليوم بشأن السودان وجنوب السودان، وذلك تنفيذا لقرار مجلس الأمن السابق رقم 2046،والذي يدعو أعضاء المجلس الي بحث الأوضاع بين البلدين كل 14 يوما. وقدم وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام إرفيه لادسوس احاطة الي أعضاء المجلس، أكد خلالها تعرض ولايتي جنوب كردوفان والنيل الأزرق لغارات جوية وقذف بالقنابل من قبل القوات المسلحة السودانية. واتهمت مندوبة واشنطن لدي الأممالمتحدة السفيرة سوزان رايس -عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة،اتهمت الخرطوم بالتهرب من الجلوس االي مائدة المفاوضات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، لوضع حد لأعمال العنف واوايقاف الغارات الجوية علي ولاتي جنوب كردوفان والنيل الأزرق. وقالت سوزان رايس في تصريحات للصحفيين عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة "إن الأوضاع الإنسانية في ولاتي جنوب كردوفان والنيل الأزرق بلغت حدا مزريا،ولا تزال حكومة الخرطوم ترفض التفاوض مع الحركة الشعبية لتحرير السودان تحت رعاية هايلي منكريوس الممثل الخاص للأمين العام ،كما أن مجلس الأمن للأسف الشديد مازال غير قادر علي الحديث بصوت واحد ازاء ما يحدث في هاتين الولايتين". وأضافت المندوبة الأمريكية قائلة "هناك مشروع بيان رئاسي يضم جميع العناصر المتعلقة بالقضايا العالقة بين الخرطوم وجوبا،لكن الوفد الروسي للأسف الشديد،قام بتقديم مسودة بيان آخر أغفل فيه عناصر في غاية الأهمية ولاسيما الغارات الجوية علي النيل الأزرق وجنوب كردوفان،كما أنه تجاهل موضوع منطقة ايبي المتنازع عليها بين الجانبين". وأشارت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأممالمتحدة السفيرة سوزان رايس إلى اتفاق أديس أبابا الذي وقعه الجانبان مؤخرا،وقالت للصحفيين- عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة لمجلس الأمن الدولي حول السودان وجنوب السودان- إن "هناك العديد من الأتفاقات التي وقعها الطرفان،لكن هناك القليل جدا من هذه الأتفاقات التي تم تنفيذها،ونحن هنا نريد أن يتحول اتفاق اليوم الي مجرد قطعة آخري من الورق". وشددت المندوبة الأمريكية في تصريحاتها علي أهمية أن يتفاوض السودان وجنوب السودان حول قضية أيبي المتنازع عليها من أجل استئناف الصادرات النفطية بالمنطقة،مشيرة الي أن بلادها ستستمر في دعم جهود هايلي منكريوس ،وأعربت عن أملها في أن يتوصل مجلس الأمن الي اصدار بيان رئاسي يحفز الجانبين في الخرطوم وجوبا علي تنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة،ولاسيما القرار رقم 2046. وتابعت سوزان رايس قائلة "نحن لا نريد فرض عقوبات علي أي من الطرفين،بل إن ما ننشده هو تحفيز الخرطوم وجوبا علي التفاوض وتنفيذ ما تم التوصل اليه من اتفاقات بينهما". ومن جانبه أعرب مندوب السودان الدائم لدي الأممالمتحدة السفير دفع الله الحاج علي عثمان عن اندهاشه مما وصفه بحديث أحد أطراف مجلس الأمن الدولي(في اشارة الي المندوبة الأمريكية سوزان رايس دون أن يسميها) نيابة عن الحركة الشعبية لتحرير السودان. وقال في تصريحات للصحفيين عقب انتهاء السفيرة ألأمريكية من تصريحاتها "إنني أشعر بالدهشة من قيام أحد ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالحديث نيابة عن الحركة الشعبية لتحرير السودان،كما إنني مندهش من ترديد ادعاءات قديمة عفي عليها الزمن بشأن قيام القوات المسلحة بشن غارات جوية علي ولايتي جنوب كردوفان والنيل الأزرق". وقال المندوب السوداني الدائم لدي الأممالمتحدة السفير دفع الله الحاج علي عثمان قائلا "إنني أود التأكيد علي أن بلادي دولة ذات سيادة ومن حقها استخدام كافة قدراتها العسكرية لبسط نفوذها علي كل أراضي الدولي ومواجهة أي تهديدات تتعرض لها،بما في ذلك الحق في شن غارات جوية". ووصف السفير السوداني في تصريحاته -عقب انتهاء السفيرة الأمريكية من حديثها للصحفيين- وصف موقف الوفد الروسي من البيان الرئاسي الذي ضاغته الولاياتالمتحدةالأمريكية بشأن بلاده وجنوب السودان ،وصفه بانه يعبر عن "الربيع الروسي الذي أهل علينا منذ الأول من مارس"،وهو يقصد تولي رئاسة روسيا لأعمال مجلس الأمن الدولي للشهر الجاري. وشدد سفير السودان لدي الأممالمتحدة علي أنه "عند الحديدث عن ولايتي جنوب كردوفان والنيل الأزرق،علينا أن نتحدث أيضا عن الطرف المتسبب في توتر الوضع في الولايتين وعن الذين يستخدمون الوسائل العسكرية ويقومون بتجنيد الأطفال في اعتداءاتهم،علينا أن نتحدث عن الحركة الشعبية لتحرير السودان". واستنكر السفير السوداني ماوصفه "بالأندفاع والتسرع لمناقشة قضية أيبي،وقال للصحفيين "إنهم يريدون خلق مزيد من المشاكل ووضع عقبات اضافية علي الطريق،وليس البحث عن حل لهذا الموضوع". وردا علي سؤال بشأن الإحاطة التي قدمها وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام فيه لادسوس في جلسة المشاورات المغلقة التي عقدها مجلس الأمن اليوم،قال مندوب السودان الدائم لدي الأممالمتحدة" إن كل ذلك ادعاءات قديمة تددها احدي الدول الأعضاء بالمجلس منذ فترة طويلة". واستدرك قائلا "اليوم هو يوم التفاؤل، وهناك آلية الرصد والتحقق التي ستبدأ نشاطها اعتبارا من اليوم ومن خلالها سنتعرف علي صدق أو كذب هذه الأدعاءات". ومن جانبه،استنكر رئيس مجلس الأمن الدولي السفير فيتالي تشوركين-مندوب روسيا الدائم لدي الأممالمتحدة،والذي تتولي بلاده رئاسة أعمال المجلس للشهر الجاري-تصريحات المندوبة الأمريكية رايس للصحفيين واتهامها لروسيا بعرقلة صدور البيان الرئاسي للمجلس بشأن العلاقات بين الخرطوم وجوبا. وقال فتيالي تشوريكين في تصريحات للصحفيين "هذه ليست الطريقة المناسبة للحديث،خاصة وأن بلادي تقدمت بمشروع بيان رئاسي وافق عليه عدد من أعضاء المجلس،بما في ذلك جميع ممثلي الدولي دائمة العضويةباستثناء واشنطن،لكن المندوبة الأمريكية عارضت مشودة البيان. واشار رئيس مجلس الأمن الي أن هناك تطورات ايجابية حدثت مؤخرا في العلاقات وفي تنفيذ الأتفاقات بين السودان وجنوب السودان،وهو ما استدعي التمهل في اصدار بيان رئاسي يتضمن العناصر التي صاغها الوفد الأمريكي.