شاعر المعاني الذي انبثق من رحم الطبيعة ليفسر لنا نواميس الوجود ويرسيه لنا في قوالب من أبدع القوافي محمود درويش "عمود الشعر الذي يرفع خيمة العرب" لينشب في السمو القصيّ هائمًا تيّاهًا بين أرواح المعاني وهي لا تزال محمولة في رحم الخيال، لينسج منها نسقًا متسقًا من جمال المعنى وحسن الصياغة، إذ كان قوي اللفظ رصينه، دقيق المعنى عميقه، رهيف الحس رقيقه. ولد عام 1941 في قرية البروة قرية فلسطينية مدمرة يقوم مكانها اليوم قرية احيهود ، تقع 12.5 كم شرق ساحل سهل عكا، الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات، وفي عام 1948 لجأ الى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عامًا واحدًا، تسلل بعدها إلى فلسطين وبقي في قرية دير الأسد شمال بلدة مجد كروم في الجليل لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة شمال غرب قريته آلام البروة. اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الأسد متخفيًا، فقد كان تخشى تعرضه للنفي من جديد إزاء تسلله، عاش تلك الفترة محرومًا من الجنسية، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة). حياته: انضم محمود درويش إلى الحزب الشيوعي، وبعد انهائه تعليمه الثانوي، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي اصبح فيما بعد مشرفًا على تحريرها، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر. لم يسلم من مضايقات الاحتلال، حيث اعتقل أكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق باقواله ونشاطاته السياسية، حتى عام 1972، حين نزح الى مصر منتقلًا إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجًا على اتفاق أوسلو. شغل درويش منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل، وأقام في باريس قبل عودته إلى وطنه، وقد دخل اسرائيل بتصريح لزيارة أمه، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الاسرائيلي العرب واليهود اقتراحًا بالسماح له بالبقاء في وطنه، وقد سمح له بذلك. وحصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها: جائزة لوتس عام 1969. جائزة البحر المتوسط عام 1980. درع الثورة الفلسطينية عام 1981. لوحة اوروبا للشعر عام 1981. جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982. جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983. شعره: يُعد محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينة، ومر شعره بعدة مراحل. أشعاره وضعها الكثيرون في أغنيات وأناشيد مثل: مارسيل خليفة، أحمد قعبور، بشار زرقان، ماجدة الرومي، جورج قرمز، أصالة نصري. رافقته فرقة الثلاثي جبران في آخر عشر سنين من حياته، وفي ذكرى وفاته الأولى أقاموا له حفلة موسيقية ضخمة جمعت بين قصائده المسجلة ورنة العود الجميل. بعض مؤلفاته: عصافير بلا اجنحة (شعر). أوراق الزيتون (شعر). عاشق من فلسطين (شعر). آخر الليل (شعر). مطر ناعم في خريف بعيد (شعر). يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص). يوميات جرح فلسطيني (شعر). حبيبتي تنهض من نومها (شعر). محاولة رقم 7 (شعر). أحبك أو لا أحبك (شعر). مديح الظل العالي (شعر). هي أغنية.. هي أغنية (شعر). لا تعتذر عما فعلت (شعر). عرائس. العصافير تموت في الجليل. تلك صوتها وهذا انتحار العاشق. حصار لمدائح البحر (شعر). شيء عن الوطن (شعر). وداعًا أيها الحرب وداعًا أيها السلم (مقالات). توفي درويش في الولاياتالمتحدةالأمريكية يوم السبت 9 أغسطس 2008 بعد إجرائه عملية القلب المفتوح في مركز تكساس الطبي في هيوستن، تكساس، التي دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء نزع أجهزة الإنعاش بناء على توصيته.