بعد عشر سنوات على غزو العراق، سلطت صحيفة "الجارديان الضوء على "كاظم الجبوري"، الذي أصبح وجهًا لسقوط بغداد حيث تصدرت صورته مختلف صحف العالم وهو يحمل مطرقته مبتهجًا لهدم تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس. وذكرت أن هذه الصورة كانت هدية من السماء لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الأمريكي جورج بوش ليوضحوا امتنان الشعب العراقي بأنه تم الإطاحة بصدام حسين، لكن الآن بعد عقد من الزمان، الرجل الذي أسقط تمثال صدام يشعر بالندم على هذا الفعل ويود لو أنه لم يفعل ذلك. وفي لقاء مع صحيفة "الإوبزرفر" قال الجبوري (52 عامًا) "لقد كرهت صدام.. وحلمت منذ خمس سنوات بإسقاط تمثاله، ولكن ما حدث بعد ذلك كان بمثابة خيبة أمل مريرة. لم يتغير شيء نحو الأفضل". وأضاف الجبوري، الذي قضى 11 عامًا في سجن "أبوغريب" تحت حكم صدام حسين، "سابقا كان لدينا دكتاتور واحد فقط.. الآن لدينا مئات"، مرددًا بذلك المشاعر الشعبية في بلد غارق في المشكلات السياسية والفساد وأعمال القتل لا تزال تحدث بشكل يومي تقريبا. وبسؤاله لماذا كان في السجن في عهد صدام؟، أجاب الجبوري باقتضاب أن جريمته كانت "شبه سياسية". وحول مشهد تحطيمه لتمثال صدام، قال: "لقد كنت في متجري وحدي، وكان حوالي الظهر، وسمعت أن الأمريكيين كانوا في الضواحي. فأخذت مطرقتي الثقيلة وتوجهت إلى ساحة الفردوس"، وأضاف: "جاء لدي الفكرة في ذهني بتحطيم التمثال فذهبت للقيام بذلك رغم أن الشرطة السرية لنظام صدام كانت لا تزال موجودة هناك وكانوا يشاهدون ما كنت أفعله، ولكن أصدقائي أحاطوا بي لحمايتي إذا أطلقوا النار علي". ويشير كاظم الجبوري إلى أن الندم بدأ بعد ذلك بعامين في ظل الاحتلال الأمريكي، قائلا: إنه "في عهد صدام كان هناك أمن. كان هناك فساد، ولكن ليس مثل المنتشر الآن. كانت أرواحنا محمية والعديد من أساسيات الحياة مثل الكهرباء والغاز كانت متوافرة بأسعار معقولة. بعد عامين أنا لم أرَ أي تقدم. ثم جاءت عمليات القتل والسطو المسلح والعنف الطائفي". ويلوم الجبوري الساسة العراقيين والأميركيين عما حدث للعراق، معتبرًا أنه ليس هناك مستقبل طالما الأحزاب السياسية التي تدير البلاد الآن في السلطة. فالأمريكيين بدءوا الفساد ثم مع السياسيين دمروا البلاد.