اهتمت وكالة "شينخواه" الصينية بجولة كيري لمنطقة الشرق الأوسط التي استمرت 11 يوما، وتركزت فيها قضاياها حول الوضع السوري والقضية الفلسطينية إضافة إلى الملف النووي الإيراني، والاحتجاجات الدائرة في مصر، وبحسب الوكالة فقد هدفت الزيارة إلى استطلاع "المواقف المستجدة للحلفاء من التطورات المتلاحقة في المنطقة". ويرى الخبراء الصينيون أنها أبرزت حجم التحديات التي تواجهها السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة تغيرت الأنظمة الحاكمة في بعض بلدانها وتواجه أزمات سياسية واقتصادية عميقة عصية على الحل على المدى القصير. يعتقد وو بينغ بينغ خبير الشؤون العربية بجامعة بكين أن التصريحات التي أدى بها كيري في عدة مناسبات خلال جولته تدل على أن موقف واشنطن "لن يتغير أو يتصاعد" مستقبلا حيال الأزمة التي أوشكت على بلوغ عامها الثاني. وأضاف وو أن الولاياتالمتحدة لن تقدم على تسليح المعارضة السورية رغم الموافقة الضمنية الأمريكية التي ظهرت مؤخرا عندما أجاب كيري على سؤال حول إمكانية إرسال دول عربية أسلحة للمعارضة بقوله إن "المعتدلين من المعارضة لديهم القدرة على التأكد من أن الأسلحة ستصل إليهم ولن تقع في الأيدي الخطأ" غير أنه لفت إلى أن تشكيل معارضة سورية موحدة بات في الوقت الراهن المهمة الأكثر إلحاحا أمام الولاياتالمتحدة في مواجهة مطالبات من بعض الدول بتقديم مساعدات مالية وعسكرية لها، موضحا أن الولاياتالمتحدة تحتاج في سوريا إلى حليف قوي موثوق به خاضع للدول الغربية بغية تأمين مصالحها حال حدوث خلل في التوازن العسكري على الصعيد الميداني داخل البلاد التي تشهد بعض مدنها معارك حامية الوطيس. وفيما يتعلق بالاحتجاجات في مصر أشار قوه شيان قانغ نائب مدير المعهد الصيني لدراسات القضايا الدولية إلى أن وزير الخارجية الجديد تسلم إرثا من المشكلات تركته سلفه هيلاري كلينتون ويتطلب منه السعي بجد "لإعادة تنضيد" العلاقات المصرية - الأمريكية ولا سيما بعد ثورة 25 يناير" ويقول قوه لوكالة "شينخواه" إنه انطلاقا من أهمية الدور المصري في تلك البقعة الساخنة من العالم، استهل كيري زيارته لمصر في توقيت دقيق للغاية تستعد فيه البلاد لإجراء الانتخابات البرلمانية وتشهد فيه الساحة السياسية حالة من الاستقطاب والانقسام السياسي، وهو ما اتضح من خلال رفض بعض رموز المعارضة حضور لقاء معه كان يهدف إلى تضييق هوة الخلاف بينهم وبين جماعة الإخوان المسلمين. وترى المحللة السياسية يوه أنه إدراكا من أن استقرار مصر السياسي والاجتماعي ونهوضها اقتصاديا لهما مردود إيجابي وسريع على المنطقة، التزم كيرى خلال زيارته خطا متوازنا. فقد حض المعارضة على المشاركة في الانتخابات المقبلة فيما حث الحكومة المصرية على الإسراع بإخراج الاقتصاد من كبوته عبر إجراءات ملموسة تمكنها من الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 4.8 مليار دولار، مضيفة أن رؤية كيري بعيدة النظر من وراء وجود خارطة طريق لإحياء قوة مصر إقليميا ترمى إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة وبالتالي ضمان أمن إسرائيل. وانتقلت الوكالة الصينية "شينخواه" إلى الملف النووي الإيراني، حيث أشار هوا لي مينغ سفير الصين السابق لدى طهران إلى أن الدول الغربية أبدت مؤخرا مرونة تجاه إيران وذلك على خلفية إشادة الولاياتالمتحدة بالمحادثات النووية التي جرت بين إيران ومجموعة (5+1) في قازاقستان في أواخر فبراير المنصرم. وأعرب هوا عن اعتقاده بأن كيري عمل خلال زياراته الخليجية على التنسيق مع الحلفاء الذين يطالبون واشنطن باتخاذ إجراءات أشد صرامة بشأن تلك القضية، مضيفا أن لهجة كيري تغيرت قبل أن يختتم جولته، إذ أنه بعدما كان يؤيد مواصلة المحادثات مع إيران، تراجع وقال خلال الزيارة أن "هناك مدة محددة متاحة للمحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية بشأن برنامجها النووي وأن النافذة الدبلوماسية لا يمكن أن تظل مفتوحة للأبد. Comment *