في ظل حالة عدم الاستقرار التي تشهدها البلاد، ومطالبة العديد بأن يتولى الجيش ادارة شؤن البلاد، بدأ الكونجرس الامريكي في إعداد مشروع قانون يقضي بقطع المساعدات العسكرية عن مصر، واعتبروا أن وقف المساعدات العسكرية سوف يرسل رسالة قوية للرئيس المصري محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وبالرغم من أن "كيري" قال في وقت سابق أن قطع المساعدات الأمريكية لمصر سيكون ضارا بالنسبة للمصالح الأمريكية في المنطقة، إلا أنه سيكون عليه مواجهة أصوات أعلى تدعو إلى إعادة النظر في السياسة المعمول بها منذ عقود في سياق سياسي مختلف إلى حد كبير، وقال النائب الجمهوري "فيرن بوشتان" الذي تقدم بمشروع القانون أنه لا يهدف إلى معاقبة الجيش لأن "المؤسسة العسكرية المصرية هي صديقة الولاياتالمتحدة .. لكن مرسي هو عدونا" ، وتثير هذه التصريحات العديد من التساؤلات لدى الشارع المصري عن تأثير قطع المساعدات العسكرية الامريكية ، وأثرها على علاقة البلدين ، و" البديل " تجيب على هذه التساؤلات . أوضح اللواء حمدى بخيت مستشار رئيس أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن مصالح أمريكا مع مصر أقوى من المساعدات الاقتصادية والعسكرية، ولذلك فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يرى مصالحه مع من ، ثم يقرر بعدها إن كان لابد من التهديد بقطع المساعدات أم لا ، خاصة انه اضطر إلى تخفيضها منذ اسبوع. وأشار إلى أن مسألة المساعدات ومنعها او تخفيضها تستخدمها أمريكا مثل "مسمار جحا"، للتستخدم عند الضغط على المصريين حين يحدث اي لغط سياسي، وكل هذا من الطبيعي أن يكون لصالح اسرائيل ، لأنه يضمن مزيدا من التوتر والاحتقان بين البلدين، ويجب ان يعلم الجميع أن الكلام في هذا الشأن غير مجد، لأنه يؤثر على الأمن الأمريكي قبل أن يؤثر على مصر. وأضاف بخيت أن وزارة الدفاع في البلدين تربطهما علاقة طيبة ومتميزة ، حيث تدعم مصر بعض المصالح الأمريكية ومنها على سبيل المثال ان تسمح مصر للطائرات العسكرية الأمريكية باستخدام الأجواء العسكرية المصرية، وضمان عبور السفن في قناة السويس ، وان كانت هناك توتر مع النظام الحالي لابد وأن ينتهي ، ولا يكون مجرد كلام مرسل دون خطوات جادة لحل الأزمة – ان وُجدت -. ومن جانبه أكد الدكتور سامح راشد، الباحث بمركز الأهرام للدراسات الإستراتجية والسياسية، أن هناك بعض النواب يهددون دائما بقطع المعونات ، ولهم مواققف حادة تجاه مصر ، تدفعهم لتبني مثل هذه المشروعات ، ويتم تقديمها بشكل دائم بالتوازي مع أي تطور سياسي غير مرضي، يكون هذا الكارت هو الجاهز للاستخدام لترهيب الشعب لمصري، ولكنه دائما يأخذ وقته ويحدث الضجة المطلوبة ثم تهدا الأمور وتنتهي معه مثل هذه القرارات. وأشار إلى أن قرار قطع المساعدات عن أي دولة، ليس قرار الكونجرس وحده، وانما اختصاصات الرئيس الامريكي تحدد له استثناء اتخاذ القرارات التي تتعلق بالامن القومي ، حيث أن مسألة حظر المساعدات أو تخفيضها قابل للاستثناء على يد الرئيس، حتى لو وافق عليه الكونجرس. الجدير بالذكر أن المعونة العسكرية الأمريكية لمصر، هي جزء من المعونة الأمريكية والتي بدأت مصر في تلقيها من الحكومة الأمريكية في أعقاب توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، حيث أعلن الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جيمي كارتر تقديم معونة اقتصادية وأخرى عسكرية سنوية لكل من مصر وإسرائيل، تحولت منذ عام 1982 إلى منح لا ترد بواقع 3 مليارات دولار لإسرائيل، و2.1 مليار دولار لمصر، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية .. Comment *