وصفت أدريان تودمان المدير التنفيذي لهيئة الإسكان بمقاطعة كولومبيا لصحيفة "نيويورك تايمز" تخفيض الميزانية الأمريكية على مقاطعة كولومبيا المكتظة بالفقراء والمعوزين قائلة: "إنه لأمر مخزٍ ومشين" احتياجات مقاطعة كولوميا تفوق احتياجات الأفراد والأسر، والبرامج التي كانت تعين بعضهم أصبحت الآن في مهب الريح بعد إقرار تخفيض الميزانية الجمعة الماضية باقتطاعات في الموازنة بقيمة 85 مليار دولار بضغط من الجمهوريين في الكونجرس. وذكرت الصحيفة الأمريكية أن مؤشر داو جونز الصناعي سجل ارتفاعًا قياسيًّا، مشيرة إلى الهوة الآخذة في الاتساع التي تفصل بين العمال الأمريكيين والشركات التي توظفهم، والتي بحسب الصحيفة يمكن أن تزداد سوءًا في الأشهر القليلة المقبلة مع تخفيضات في الميزانية الفيدرالية، فالملايين في أمريكا يعانون البطالة، والشركات تواجه ضغوطًا قليلة لرفع الرواتب، على الرغم من أن مكاسبهم الإنتاجية تزيد في مبيعاتها بدون أن تضيف عمالًا. ونقلت الصحيفة عن إثان هاريس، مساعد رئيس بنك أوف أمريكا أن الانتعاش الحاصل في السوق تحصل عليه الشركات بحصة مرتفعة عن المعتاد كمكاسب دخل، وأضاف أن قطاع الشركات في أمريكا في حالة صحية أفضل بكثير من الاقتصاد بشكل عام. تعلق الصحيفة أن النتيجة كانت عصر ذهبي لأرباح الشركات، وخاصة بين الشركات العملاقة متعددة الجنسيات التي تستفيد أيضًا من معدلات النمو السريع في الاقتصاديات الناشئة مثل الهند والصين، إضافة إلى جهود المجلس الاحتياطي الفيدرالي للحفاظ على معدل فائدة منخفض وتشجيع المستثمرين على ضخ المزيد من الأموال في الأصول ذات المخاطر العالية، كل ذلك دفع مؤشر داو جونز 75 نقطة مرتفعة في غضون الأسبوع الأخير على الأقل. ورغم ما يجنيه المستثمرون من أرباح، وازدهار الشركات الأمريكية مما يجعلها أكثر قدرة على المنافسة عالميا، إلَّا أن ذلك لم يترجم إلى وظائف إضافية لأمريكا. وشجعت التطورات الاقتصادية الإيجابية الأخرى قطاعات مثل الإسكان والصحة، ونما الطلب على الآلات وبعض السلع الدائمة الأخرى، ولكنها فشلت على نحو مماثل في تحسين صورة العمل بشكل مطرد لمدة ثلاث سنوات، واستقر معدل البطالة إلى 8 في المائة منذ سبتمبر الماضي. والتخفيضات التي ستجرى 85 مليار دولار يحذر الخبراء من تأثيره على النمو الاقتصادي والذي قد يسجل انخفاضا بما لايقل عن نصف نقطة مئوية، وسيكلف البلاد حوالي فقدان 700 ألف فرصة عمل، ولكن وفقا لتقدير الخبراء فإنها لن تهدد بشكل كبير الارتفاع الأخير في أسواق الأسهم. وفي تقرير آخر لنفس الصحيفة، نيويورك تايمز الأمريكية، كتبت آني لويري أن إجراءات تخفيض الميزانية ستؤثر في مساعدة الأمريكيين الأكثر فقرًا وضعفًا، من خلال برامج عديدة مثل التأمين الصحي للأطفال وطوابع الغذاء، مشيرة إلى أن الاقتطاعات في الميزانية تمس بشكل خاص ذوي الدخل المنخفض من الأمريكيين، وذوي الاحتياجات الخاصة ومساكن للفقراء ومنها ما يوفر الحليب إلى أطفال النساء الفقيرات. وفي شبه حصر لتأثير تلك التخفيضات على قطاعات من الشعب الأمريكي الأكثر فقرا وضعفا، سيصل الأمر إلى أن يصبح 125 ألفًا من الأفراد والأسر بلا مأوى، وفقًا لتقديرات وزارة الإسكان والتنمية الحضرية، إضافة إلى أكثر من 100 ألف شخص يقضون مسكنهم في ملاجيء الطوارئ أو ترتيبات سكنية أخرى سيصبحون بلا مأوى أيضا. Comment *