اعتبرت صحيفتان أمريكيتان صدرتا يوم الثلاثاء الماضي أن حديث وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن استعداد دمشق للتفاوض وإجراء محادثات مع المعارضة المسلحة في البلاد يعكس احتمالات أن النظام السوري بدا قابلاً لفكرة إيجاد تسوية للأزمة وهو يحاول استعادة الأراضي التي فقدها لحساب المعارضين. ومن جانبها ذكرت صحيفة "يو إس إيه توداي" في تعليق لها نشرته وأوردته على موقعها الالكتروني أن نجاح المعارضين في تحقيق انتصارات متتالية خلال الأسابيع الأخيرة رفع من احتمالات تحويل مسار زخم الأزمة صوبهم؛ بيد أن قبضة النظام الحاكم لا تزال قوية بنحو أبعد سيناريوهات تحقيق سقوط وشيك للرئيس بشار الأسد. وأوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية وليد المعلم لم يتطرق في حديثه، الذي من المرجح ألا يثير رد فعل مباشرًا من جانب موسكو قبل التنسيق مع دمشق، إلى ما إذا كانت الحكومة السورية ستشترط ضرورة إلقاء المعارضين لأسلحتهم قبل بدء المفاوضات أم لا؟ وقالت"إن احتمالات تحاور النظام السوري مع المعارضة المسلحة صعبت من الظروف الراهنة التي تواجه كافة المجموعات والطوائف المسلحة والتي تقدر بالعشرات"، مشيرة إلى تصريح العميد المنشق سالم إدريس رئيس مجلس القيادة العسكرية العليا للثورة السورية بقبوله المشاركة في الحوار وفقًا لأطر محددة. ومع ذلك أكد إدريس ضرورة وضع تنحي الأسد في الاعتبار هو وكل المسئولين الذين شاركوا في عمليات القتل التي استهدفت الشعب السوري وقال"يتعين إلى جانب ذلك موافقة الحكومة على وقف جميع أشكال العنف ثم تسليم السلطة". وبدورها ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أنه بينما تزداد احتمالات إجراء مفاوضات بين الطرفين، يبقى تساؤل يحيط بطابع الصراع السوري الذي اقترب من عامه الثاني ولم يتحدد حتى الآن موعد معين للبدء في مفاوضات بشأنه؛ نظرًا لعدم تشكيل أي طرف من أطراف النزاع (المعارضة والحكومة) فريقًا تفاوضيًّا أو حتى اختيار مكان لإجراء مثل هذا النوع من المفاوضات. واعتبرت الصحيفة - في تعليقها على هذا الشأن والذي بثته على موقعها الإلكتروني - أن تصريحات المعلم في هذا الصدد تعتبر أقوى مؤشر ظهر حتى الآن، ويعكس استعداد السلطات السورية للجلوس مع ممثلين عن المعارضة المسلحة التي تقاتل للاطاحة بالرئيس الأسد. ونقلت "لوس أنجلوس تايمز" عن المعلم قوله خلال زيارته إلى موسكو إن الحكومة السورية مستعدة لإجراء حوار مع كل من يرغب في ذلك، حتى مع من يحملون السلاح؛ لأنها تعتقد أن الإصلاح لن يحدث عن طريق إراقة الدماء ولكن فقط عن طريق الحوار. وأشارت إلى إصرار الأسد في السابق على عدم التحاور مع المعارضة المسلحة واصفًا إياهم ب "الإرهابيين"، في حين كانت تصر المعارضة على ضرورة أن تتمخض أية محادثات مع الحكومة الحالية عن تنحي الأسد؛ مما أطال أمد الأزمة التي حصدت أرواح ما يقرب من 70 ألف مواطن، بحسب تقديرات الأممالمتحدة. أ ش أ أخبار مصر - صحافة - البديل Comment *