أقامت لجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة مساء أمس الخميس ندوة نقاشية حول رواية "تانجو وموال" للقاصة والروائية مي خالد، شارك في الندوة الكاتب والناقد د. أسامة أبو طالب ود. أماني فؤاد أستاذة الأدب بجامعة حلوان ود. هدي عطية أستاذة النقد الأدبي بجامعة عين شمس وصاحبة الرواية الكاتبة مي خالد. أدار الندوة الكاتب والناقد ربيع مفتاح، الذي قال إن مي خالد كاتبة تحاول التجريب واكتشاف عوالم جديدة ومهمومه بالأسئلة الجمالية والمعرفية، مشيرًا إلى أن روايتها الأخيرة "تانجو وموال" رواية مركبة تجمع بين ما هو غربي (التانجو) وشرقي (الموال) في آن واحد بشكل مثير. وقال د. أسامه أبو طالب إن مي خالد في روايتها الجديدة تكتب عن رباب أو فيولا التي تعمل في الإذاعة وأصبحت تعاني من خرس هستيري عقب صدمة مؤلمة وتقرر بعدها أن تتعامل مع الناس باعتبارهم آلات وأشكالاً موسيقية ثم غرقت والدتها الأرجنتينية في البحث عن الزار والموالد الشعبية، وأضاف أبو طالب أن مي التي استخدمت الألوان والأحجار في روايتها السابقة، استخدمت في هذه الرواية "تيمة الأصوات والموسيقى"؛ لتأتي هذه الرواية الأكثر إرهاقًا وإمتاعًا في الوقت نفسه. وتابع "هذا العمل أرهقني وأتعبني بقدر ما أملك من مشاعر وأحاسيس وأطلق لديَّ تداعيات على عدة أعمال مختلفة منها قصيدة "أغنية حب"، رواية "موسم الهجرة للشمال"، مشيرًا إلى "تانجو وموال" هي أول رواية تغذي حالة التصادم ما بين حضارتين، وفيما يتعلق بالبناء الروائي ذكر أن الرواية استدعت رواية "نسكافيه" للكاتب والروائي سيد حافظ. وأوضح أبو طالب أن المقابلة بين التانجو والموال هي مقابلة بين حضارتين، فالتانجو هذا الضجيج المدهش الذي يدلل المرأة يأتي أمامه هذا الموال الحزين الذي يقهر المرأة. وأكدت د. أماني فؤاد أن الرواية تتجسد بها فلسفة اكتشاف الذات في ضوء التناغم مع الآخر من خلال المزج المتآلف بين أشجى تجليات الفن الشرقي في الموال والأداء الجسدي الراقص في إيقاعات التانجو الرشيقة، وأضافت "في روايتها المفعمة بالرموز الدالة قدمت مي خالد نقدًا قاسيًا للحياة والتقاطًا ناقدًا لأعمق إيقاعاتها"، موضحة أنه "بين الحياة المصرية واللاتينية يتمزق وجدان فيولا بطلة العمل وتنحبس أحبال صوتها، فيكون مصيرها في مصحة نفسية". وترى د. هدى عطية أن هذا العمل الروائي والذي يدور في مشفى أو مصحة نفسية، إذا اعتبرنا أن مكان فيولا (بطلة الرواية) هو مستشفى الأمراض النفسية، فهذا إسقاط من الكاتبة على الوطن العربي كله الذي يعاني من نفس المرض الذي تعاني منه فيولا، بل تَعرَّضَ لنفس الصدمات التي تَعرَّضَتْ لها". من جانبها قالت مي خالد عن روايتها "تدربت لمدة سنتين في مصحة نفسية حتى أتمكن من معرفة تفاصيل التعامل مع تلك الحالات، وتلك التجربة لا شك أنها زادت الرواية ثراءً؛ لأن الواقع لا يزال أكثر قدرة علي الإدهاش من الخيال". جدير بالذكر أن مي خالد مذيعة بالبرنامج الأوربي، صدرت لها مجموعتان قصصيتان، هما "أطياف ديسمبر"، و"نقوش وترانيم"، وثلاث روايات "سحر التركواز"، و"مقعد أخير في قاعة إيوارت"، و"تانجو وموال". Comment *