ما لا تريد أن تعترف به النخبة حتى الآن ولا القطاعات السياسية بمختلف أنواعها وتوجهاتها هو أن السبب الحقيقي في خراب مصر و تخلفها وسبب كل المشاكل التي تحدث فيها هي تبعية القرار السياسي لأمريكا و الكيان الصهيوني .... و أن مصر لن تسترد عافيتها ودورها ومكانتها إلا بالدخول في محور المقاومة ... ثورة الخامس والعشرين من يناير فشلت في تشخيص هذا الأمر وتجنبت هذه المواجهة بدعوى إصلاح الشأن الداخلي فلم يقترب متظاهر من سفارة الكيان و لا السفارة الأمريكية إلا لاحقا ولم تتخذ قرارات ثورية بهذا الصدد .... وكما تجنبت النخبة هذه المواجهة المحتومة بدعوى الإصلاح يتجنبها الإخوان بنفس الدعوى فهم وجهان لعملة واحدة ولا أظن أن أياً من النخبة أو الإخوان قادرون على حل أي مشكلة داخلية إلا بمواجهة هذه الحقيقة والالتفات إليها جيدا ... النخبة والإخوان يقولون مصر أولاً بلسان الحال لذلك لن يتواجد أي حل من خلالهم لأن قدر مصر وحضارتها ومكانتها لا يمكن بأي حال من الأحوال أو أي زمن من الأزمان أن يجعلها تلتهي بمشاكلها الداخلية عن الدخول في محور المقاومة ضد قوى الاستكبار و الاستعمار ,,,, و بناءا عليه و حتى لو تم اسقاط الإخوان فلست أثق بأن أحدا من النخبة سيكون لديه حلاً سحريا ً لمشاكل مصر .... إلا إن واجه هذه الحقيقة وهي ((أن كل المشاكل هي من صنع أمريكا والكيان الصهيوني وكل الحلول تكون في اتخاذ موقف مقاوم لهما والتوكل التام على الله )) .... لن أسير في أي مظاهرة لا ترفع شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل ..... لن أسير في ثورة أخرى لا ترفع شعار التحرر من التبعية الأمريكية الصهيونية و نظامهم العالمي الشيطاني وتتخذه كمطلب أساسي .... كل ما تريده النخبة تبديل وجوه لنفس النظام ولم أسمع كلمة واحدة منهم عن المشكلة الرئيسية .... أمريكا هي من سلبت ثورة المصريين وهي سبب تعاستهم بتدخلها السافر في كل شؤوننا .... راجعوا كل الأحداث منذ بداية الثورة وشخصوا من هو العدو الحقيقي للأمة ... لكل هذا فالانشغال بتوعية الناس بهذه الحقيقة الآن وتربية جيل جديد مقاوم يفتخر بانتسابه لهذه الأمة ويعتز بأصالتها و حضارتها ويتمسك بهويته ولو على المدى البعيد هو أولى عندي من المشاركة في أي فورانات غير عقلانية لم يسبقها تنظير فلا توجد ثورة حقيقية واحدة نجحت بلا تنظير و وعي يسبقها ... Comment *