تعالت الفترة الماضية بعض الأصوات المنادية بعودة المؤسسة العسكرية للحكم مرة أخرى ، بعد زعمهم فشل حزب الحرية والعدالة والرئيس محمد مرسي في إدارة شئون البلاد، مما أحدث انقساماً داخل الرأي العام المصري حيث يرى البعض أن فترة الحكم العسكري انتهت وعلينا أن نتقبل الحكم المدني بكل مساوئه ويكون تصحيح التجربة من خلال الممارسة. بينما يرى البعض أن الجيش هو المؤسسة الباقية التي تستطيع إنقاذ الوطن من جماعة الأخوان المسلمين، بالإضافة لآخرون يرفضون دولة العسكر ودولة الإخوان . "البديل" رصدت آراء بعض السياسيين حول أسباب الدعوات التي يطلقها البعض لرجوع الجيش للحكم . رئيس حزب "التجمع" رفعت السعيد أرجع سبب الدعوات لعودة الجيش إلى الحكم مرة أخرى إلى ضعف القوى المدنية، وشعور المواطنين أن الأخوان أقوى من مبارك وخلعهم لن يكون بسهولة، وذلك عائد لامتلاكهم ميلشيات شعبية. وأشار إلى أنه في حالة عدم وجود موجة عارمة من إضرابات "الخبز" وإيقاف الحياة العامة للتصدي إلى أخونة مفاصل الدولة، لن يكون هناك سوى الجيش باستطاعته التصدي لذلك . وأكد السعيد أن هذا لا يبرر إقحام الجيش المصري في ساحة الصراع السياسي سواء لصالح القوى المدنية أو إلى جانب الإخوان. من جانبه ، قال شادي طه رئيس المكتب السياسي بحزب غد الثورة، إن الدعوات التي بدأت تتعالى بعودة الجيش للحكم عائد إلى أداء الحكومة السيئ ، ومن المفترض عندما يكون أداء حكومة ما بهذا السوء يصب ذلك في مصلحة المعارضة ولكن لضعف المعارضة وانعدام الثقة بينها وبين المواطنين يصب ذلك في مصلحة المؤسسة العسكرية . وأضاف طه أن غد الثورة يرفض مثل تلك الدعوات، والعجلة لن تعود للخلف بفترة الحكم العسكري زالت ويجب أن تزول للأبد، ولكن تعالي مثل تلك الدعوات بمثابة صافرة إنذار للطرفين أن الجماهير بدأت تكفر بالسلطة وبالمعارضة على حد سواء . وأوضحت منى عزت المتحدث الرسمي باسم حزب التحالف ، أن السبب لمطالبة المواطنين بعودة القوات المسلحة لحكم البلاد أنهم فقدوا الثقة في السلطة الحالية وتجاهلهم لمطالب الشعب ، وانهم يسيروا على خطة معينة لتثبيت حكمهم ، وعدم وجود رؤية لديهم . وأعلنت عزت رفضها لهذه الدعاوى ، مشيرة إلى أن الحل في دولة الديمقراطية والقانون والانحياز للفقراء ، ووضع خطط اقتصادية واضحة ، لأن الدولة العسكرية والأخوان لن تحقققوا ما يتمناه الشعب المصري وشباب الثورة . وأكدت عزت أن الشعب المصري قادر على خلق سلطة بديلة تنقل مصر إلى دولة المواطنة والمساوة في الحقوق بين جميع المواطنين ، مشددة على أننا "لن نطالب برحيل الإخوان من أجل العسكر" . وقال مجدى حمدان عضو الهيئة العليا لحزب الجبهة الديمقراطية وعضو جبهة الإنقاذ، أن الدعوات التي أطلقها الدكتور البرادعي بعودة الجيش لم تكن صحيحة واقتطعت من سياقها، ولكن ذلك لا ينفى أن هناك الكثير من المصريين يروا ان مؤسسة الرئاسة ليست على النهج الصحيح, والمرحلة الانتقالية سيئة بكل المقاييس، وهناك من يرى ان الجيش لو كان استمر لمدة سنتين او اكثر لحين بناء دستوى مدنى ذات توافق وبناء مؤسسات الدولة واثراء الحياة السياسية بمزيد من التنظيم للقوى المدنية لكان افضل من ما نحن فيه الان. وأضاف حمدان أن الدكتور محمد مرسي لا يملك الخبرة ، وعندما تنظر إلى القرارات الرئاسية تستشعر كم من التخبط والعشوائية ليس بالقليل أكد عضو الهيئة العليا بالجبهة الديمقراطية ان الدعوات الى عودة الجيش اذا كانت ستضمن حالة من الاستقرار وايقاف النزيف الاقتصادى والمحافظة على الامن القومى لن نرفضها فنحن فى النهاية نريد مصلحة الوطن ونعرف ان الجيش هو المؤسسة الوحيدة القائمة بثبات الى الان . رفعت السعيد: السعي لخلع الأخوان لا يبرر إقحام الجيش بالصراع السياسي شادي طه: نرفض عودة الجيش للحكم..وتلك الدعوات صافرة إنذار للطرفين السلطة والمعارضة منى عزت : الحل يكمن في دولة ديمقراطية والانحياز للفقراء