تحدث الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقاله بصحيفة "الإندبندنت" تحت عنوان "الحرب على الإرهاب.. الدين الجديد للغرب"،عن طريقة تعامل الغرب - الولاياتالمتحدة في العراق، ثم لاحقا فرنسا في مالي – مع تنظيم القاعدة، موضحا كيف أن خطاب فرنسا بعد سقوط أولى ضحاياها في مالي، والحديث عن "مواجهة مع إرهابيين محاصرين في المرحلة النهائية من المعركة" يذكر بالخطاب الأمريكي في العراق. كما يستعرض فيسك وثيقة تسربت في وقت سابق عن استراتيجية تنظيم القاعدة حتى عام 2020 للانتصار على ما يسموهم "الصليبيين" وإقامة خلافة إسلامية عالمية. وبحسب الوثيقة، يشرح فيسك أن هذه الاستراتيجية تقوم على استدراج القوى الغربية لاحتلال بلاد إسلامية، مما سيؤجج الغضب في صدور المسلمين ويدفعهم إلى المقاومة وستتكبد القوى الغربية خسائر مالية فادحة تؤدي إلى إفلاسها. ويعبر فيسك في مقاله عن استغرابه من أن الغرب يقوم بالضبط بما تخططه القاعدة، وكأنها نجحت في استدراج قواته إلى المنطقة لتبدأ عملية اصطيادهم وتحريض شعوب المنطقة عليهم. وينتقد فيسك عدم قدرة الغرب على فهم عقلية القاعدة وتشخيص نقاط ارتكازها وقوتها. ويختتم فيسك مقاله متسائلا ، لماذا، بدلا من الزج بقوات لمحاربة بلدان إسلامية، لا يحاول الغرب السعي لإقامة العدالة في فلسطين وجنوب لبنان والعراق وكشمير، وبذلك يمتص غضب شعوب تلك المنطقة ولا يضطر لمحاربتها. Comment *