قدمت فرقة "الثلاثى جبران" الفلسطينية للعود حفلة موسيقية على مسرح الأولمبيا فى باريس، هى الأولى لفرقة من فلسطين على هذه الخشبة العالمية التى احتضنت الفنانين العالميين والعرب الكبار، والتى تشكل استضافتها أى فنان إقراراً بأهميته ومستواه الراقي. وحضر حفلة "الثلاثى جبران" فى الأولمبيا أكثر من ألفى شخص تفاعلوا تصفيقا وحماسة مع ما قدمه الاخوة سمير ووسام وعدنان جبران، الذين رافقهم عازفا الإيقاع يوسف حبيش ويوسف زايد. وتقدّم الجمهور عمدة باريس برتران دولانويه والسفير الفلسطينى هائل فاهوم وعدد من السفراء العر ب، اضافة إلى فنانين ومثقفين عرب مقيمين فى العاصمة الفرنسية. وعزف "الثلاثى جبران"، احتفاءً بالعيد العاشر للفرقة، مقطوعات من ألبوماتهم الخمسة، وقدموا بكثير من السحر والحنين، جولة فى ألحان العقد الأول من عمرها، علماً أن البوماً يضم ابرز هذه الأعمال صدر أخيراً. وجمعت الحفلة المناخ الثقافى الفلسطينى بوجوه مختلفة، فبالإضافة إلى معزوفات الاخوة جبران، حضر الشعر بصوت الراحل محمود درويش، فذابت أنغام الثلاثى فى كلمات ابياته، وكأنها قصيدة فى قلب القصيدة. كذلك كانت للرقص الشعبى الفلسطينى حصة مع فرقة دبكة سريّة رام الله بالزى الوطنى الأسود والاحمر والخطى الأنيقة. ورغم انتماء الجمهور إلى جنسيات متنوعة، إذ كان فى عداده فرنسيون واوروبيون وعرب، امتزجت أحاسيس الجميع لتصبح واحدة أمام جمال الأداء وغنى المضمون، إلى حد ان البعض بكى تأثراً، وخصوصاً عندما صدح فى القاعة صوت محمود درويش الرخيم وكأنه حاضر جسداً، يقول عن فلسطين، فى قصيدته "على هذه الأرض"، إنها "أم البدايات أم النهايات". وفى الختام وقف الجميع مطالبا بالمزيد. وقال عدنان جبران، أصغر الأشقاء الثلاثة: "السنوات العشر الأولى ليست الا مرحلة من حياتنا المهنية". وأضاف "الثلاثى لم يكتف بما حققه، بل يريد أن يواصل التقدم، لكنّى فخور جدا بالطريق الذى سلكناه". تجدر الإشارة إلى أن الاخوة جبران أمضوا فترة طويلة من حياتهم العملية والفنية فى باريس التى فتحت لهم ذراعيها وكرّمت فنّهم وأتاحت لهم الإنطلاق إلى العالمية، مما جعل أعمالهم فى صدارة مبيعات موسيقى العالم لاسطوانتين على التوالي. وجابت فرقة "الثلاثى جبران" العالم وقدّمت أكثر من ألف حفلة خلال الأعوام العشر المنصرمة، فوقف لهما جمهور أهم خشبات العالم، كمسارح "الشانزيليزيه" و"قاعة بلاييل" فى باريس، و"كارنغى هول" و"نيويورك سيتى هول" فى الولاياتالمتحدة، و"برلين هيبيل" فى المانيا، و"باليو فستيفال" فى سويسرا، وجرش فى الاردن، وقرطاج فى تونس، و"تياترو انفانتا" فى مدريد، و"ملبورن سيتى هول" فى أوستراليا، وغيرها من المسارح العربية والعالمية، علماً أنهم سيقدمون قريباً حفلة فى "دار أوبرا مسقط" فى سلطنة عمان. ونالت الفرقة "جائزة المهر الذهبي" لأفضل موسيقى تصويرية فى دورتى 2009 و 2011 من مهرجان دبى السينمائى الدولي. كذلك تم ترشيحها لجائزة جانغو الذهبية. وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قلّد الاخوة جبران وسام الاستحقاق والتميّز، للوجه الحضارى والثقافى الذى تقدمه الفرقة فى العالم. Comment *