يقيم المركز القومي للترجمة، في السادسة من مساء الثلاثاء القادم ، حفل توقيع النسخة العربية لكتاب "المرايا الدفينة" من تأليف كارلوس فوينتس، والذي صدرت نسخته العربية مؤخرًا عن المركز القومي للترجمة، بحضور مترجم العمل الأستاذ الدكتور علي المنوفي. يستعرض الكتاب جوانب مختلفة من العلاقة المركبة بين شاطئي الأطلسي، بين إسبانيا وتاريخها وعالمها في شاطئ، وأمريكا وثقافتها وعالمها في الشاطئ الآخر، وضمن ذلك كله ثقافات العرب واليهود والزنوج والسكان الأصليين للأمريكتين.في مقدمة الكتاب يقول فوينتس : "بعد خمسمائة عام على رحلة كولومبوس طلبوا منا أن نحتفل بالمئوية الخامسة لهذه الرحلة التي لا شك أنها كانت واحدة من الأحداث الكبرى في تاريخ البشرية، وكانت البشارة التي أعلنت مجيء العصر الحديث والوحدة الجغرافية لكوكب الأرض، غير أن الكثير منا معشر المتحدثين بالأسبانية في الأمريكتين نتساءل: هل هناك بالفعل ما نحتفل به؟عندما نلقي نظرة على ما يحدث في الجمهوريات في أمريكا اللاتينية مع نهاية القرن العشرين، فإن هذا يدفعنا للإجابة بالنفي على السؤال المطروح، ففي كاراكاس ومدينة المكسيك وليما وريو دي جانيرو نجد أن المئوية الخامسة لاكتشاف أمريكا تأتي ونحن نعيش أزمة عميقة، هناك التضخم الاقتصادي والبطالة وعبء الديون الخارجية الذي يتجاوز الحد؛ والفقر والجهل اللذان يزدادان، وتهاوي القدرة الشرائية وتدني مستويات المعيشة فهناك شعور بالإحباط وضياع الأحلام والآمال التي تحطمت، وديمقراطيات هشة وتهديدات بانفجارات اجتماعية. بحسب المؤلف، فإنه في العالم الجديد استيقظ الاستقلال على حقيقة مؤلمة حيث أدرك ان هناك مسافة شاسعة بين المثاليات و الأفعال بسبب عدم الاتصال،غيبة الهيئات التاسيسية، بؤس الممارسات الديمقراطية، عمق الانقسامات بين العاصمة ،المبادرات المحلية و الحكومة المركزية، أيضًا الحاجة إلى طبقة متوسطة نشطة ،وبسبب عدم وجود ذلك سيطر الديكتاتورعلى المسرح في أمريكا الإسبانية لزمن طويل. وبحسب المؤلف فإن المرايا الدفينة ترمز إلى الواقع والشمس والأرض والجهات الأربع والسطح وما تحت الأرض وكل الرجال والنساء الذين يعيشون على ظهرها، كانت تدفن المرايا في مخابئ في مختلف أنحاء الأمريكتين، لكنها الآن معلقة بأجساد أبسط المشاركين في الاحتفالات في جبال البيرو، أو في الكرنفالات الهندية في المكسيك، حيث يرقص الشعب وهو يضع الريش أو يعكس صورة العالم من خلال جزازات الزجاج في أغطية الرأس.المرآة إذن هي الأكثر تعبيرًا عن ذات أكثر جدارة، مقارنةً بالذهب الذي قدمه السكان الأصليون، في صورة مقايضة للأوروبيين؛ ربما لم يكونوا على حق؟ أليست المرآة انعكاسًا للواقع مثلما هي مشروع للخيال؟" Comment *