نصب يوم 14 فبراير بعيد الحب العالمي ولذلك فالاحتفال به يبدو عند الكثيرين ضرورة، هذا الى جانب ان هناك عيد حب خاص بالمصريين في الرابع من نوفمبر، ولكن هل للمصريين طقوسهم الخاصة بالحب وهل الشخصية المصرية التي تتغلغل قصص الحب في تراثها القديم، تتسم بصفات خاصة للتعبيرعن هذه المشاعر. وقديماً عرف المصريون القدماء، كيف يحتفلوا بالحب في حياتهم قبل أن يخترع الغرب عيدا له. لقد كان الحب عند الفراعنة حلة خاصة جدا، دارت حولها العديد ما بين الأساطير والحقائق تلك التي دونت على جدران المعابد والمنازل والقبور ايضاً من أشعار وأدبيات نقلت صورة وطبيعة الحب والتعبير عنه في تلك الحضارة البعيدة، وعن المشاعر العاطفية والرقة في التعبير بما يؤكد أن ألفاظ الحبيب والمحبوبة كانت تجري علي ألسنة قدماء المصريين حتي أن بعضها لايزال على الألسنه في عصرنا الحالي. ونتذكر هنا أشهر قصة الحب الأسطورية الخالدة بين إيزيس وأوزوريس و التي شغلت الكثيرون لما تحتويه من تجسيد للحب والتضحية والوفاء الى جانب فكرتها الأولى التي تدور حول صراع الخير والشر، وتجسيد الحب في الخير والنقص والقبح في عدمه. لقد كان اوزوريس حاكم علي مصر تميز بالعدل والوفاء والقوة في الوقت نفسه، وساد عصره حلة فريدة من السلام والمحبة، بينما كانت إيزيس برفقته تقوم بمهامها بين الناس فى البيوت و بين النساء قبل يختاره الناس أوزوريس ليكون حاكما للبلاد. إلى أن ظهر أخو أوزوريس"ست" وبدأت معه تظهر المصائب.فيحتال ست على أخيه ويعطيه هدية نفيسة عبارة عن عباءة من قماش نفيس جدا يحوز إعجاب الملك ثم يدعوه إلى سهرة فتظهر إيزيس عدم اطمئنانها إلى هذه الدعوة ولكن أوزوريس لم يلتفت إلى أحاسيس زوجته التى تتراقص أمامها أشباح المكيدة دون دليل واضح. وفى الاحتفال الذى أعده ست لأخيه دارت الكؤوس ومعها الرؤوس ثم عرض ست التابوت الذى كان قد أعده مسبقا وعرضه على الجمع الذي أعجب به وقال انه سيهدى هذا الصندوق- البديع الصنع المزخرف بالنقوش والموشى بالذهب- إلى الشخص الذى يطابق الصندوق مواصفات جسده و بعد أن جرب كل الموجودين فى الاحتفال الصندوق اتضح انه لا يوافق جسد أى سوى جسد أخيه أوزوريس. وما أن دخل أوزوريس فى التابوت ألقي به في البحر، وعندما وجدته قام ست بقتلة وتقطيع أجزاء جسدة ونثرها في الإتجاهات الأربعة حتى يصعب العثورعليها، ومن وقتها لم تهدأ الزوجة و أصرت على البحث عن زوجها وحبيبها. المصاعب والأهوال كثيرة تلك التي تذكرها الأسطورة ولكن إيزيس استطاعت تجميع أشلاء زوجها المغدور حتى بعثت فيه الروح من جديد فعاشا فى هناء لا يعرف مثيله إلا من حرم من محبوبه حرمانا حقيقيا ثم رد إليه. من قصص الحب عند القدماء أيضاً نذكر قصة نفرتيتي وحبها لزوجها إخناتون الذي وقفت بجانبه في رحلته الديانة وتوحيد الألهه وذهبت معه إلي تل العمارنة رغم كل المعارضة التي لقيها والمشاكل والمتاعب التي واجهته إلا انها صدقته وساندته إلي النهاية. وعبر العصور كان للمصريون رموزا كثيرة في قصص الحب أشهرها: عنتر وعبلة، حسن ونعيمة، بهية وياسين وغيرهما كثيرون ولا يزال. Comment *