قبل عامين، تنفس المصريون الصعداء بعد انتصار ثورتهم العظيمة، ونجاحهم في إقصاء الرئيس السابق محمد حسني مبارك عن الحكم، محققين المطلب الأصعب هو المطالبة برحيل النظام، حتى رضخ لمطالبهم الرئيس وأعلن تنحيه، وهكذا سطر الشباب تاريخًا جديدًا، وكتبوا لمصر شعرًا مثلها، ولكنهم لم يتوقفوا عند الاحتفال بالتنحي ومن ثم الذهاب إلى منازلهم وترك الميادين، بل سارعوا لتنظيف الشوارع وتجميل الميادين، فقد اتُهموا بأنهم مخربين وفوضويين، ولكنهم أثبتوا للعالم أجمع أنهم ليسوا كذلك، وضربوا أروع مثل في الرقي، ولذلك أجبروا العالم على احترامهم واتخاذهم مثلا تحتذي به أكثر الدول تقدما. وتظل شهادات وأقوال زعماء وقادة الدول والرأي العام محفورة كشهادات للتاريخ عن الثورة المصرية، والسؤال هنا: هل تغيرت هذه الصورة التي رسمها لنا الغرب بعد مرور العامين، وبعد انتشار أعمال العنف والتخريب التي تشهدها البلاد. "البديل" يرصد أقوال وشهادات قادة دول العالم، وكبار الكتاب والمثقفين والاقتصادين، وحتى المضارين من الثورة سواء بالخارج إسرائيل، أو الداخل قادة الحزب الوطني، عقب تنحي الرئيس مبارك وحتى وقتنا هذا. هكذا كانوا يتحدثون عن ثورة 25 يناير، فقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: "يجب أن نربي أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر"، بينما سيلفيو برلسكوني رئيس وزاراء إيطاليا: "لا جديد في مصر فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة". أما ستولتنبرج رئيس وزراء النرويج قال: "اليوم كلنا مصريين"، وأشاد هاينز فيشر رئيس النمسا فقال: "شعب مصر أعظم شعوب الأرض و يستحق جائزة نوبل للسلام". ومن جانبه قال السفير الألمانى بالقاهرة: "الثورة المصرية تشبة ثورة وحدة ألمانيا منذ 20 عامًا.. فقد حافظت على كونها سلمية، خاصة بعد خطاب الرئيس مبارك الأخير الذى قال فيه إنه سيبقى فى المنصب.. فاتخذ المتظاهرون رد فعل إيجابى واكتفوا برفع الأحذية تعبيرًا عن الازدراء والاحتقار"، و وزير الخارجية الألمانى فستر فيله "أتطلع إلى زيارة مصر والحديث مع الذين قاموا بالثورة". وأكدت الأمينة العامة لتحالف "أوقفوا الحرب" البريطانية ليندسي جيرمن أن "الجميع سعيد بانتصار الثورة في مصر.. والثورة المصرية دفعت الناس إلى النظر في أوضاع بلادهم تحت حكم الدكتاتورية، وجعلتهم يتساءلون: هل التغيير ممكن؟" وصرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: "الأحداث في مصر تثبت أنه يتوجب علينا التواضع والحذر في تقديراتنا للعالم العربي". وأشاد مشاهير العالم من الرياضيين بثورة الشباب وأخلاقهم أيضا، فقال البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم وسط ريال مدريد الإسباني: "أتابع أخبار الثورة المصرية أكثر من أخبار برشلونة". والهولندي مارك فوتا المدير الفني للإسماعيلي: "الثورة في عيون أوروبا تعبر عن رقي مصر، وتوضح أن الشعب أراد الحرية ولم يرتض دونها"، وتابع المدير الفني السابق لساوثامبتون الإنجليزي "أحترم الوضع الحالي لمصر والثورة كثيرا كأجنبي". وحتى فلول الحزب الوطني أشادوا بهذه الثورة ونتائجها، حيث صرح رجل الأعمال أحمد عز: "أحيي شباب الثورة.. قاموا بما لم نتوقعه". هكذا تحدثوا عن الثورة المصرية، ولكن هل ثبت موقفهم وما زلوا يرون أن المصريين قادرون على التغيير، ومحافظون على السلمية والرقي الذي عرفهم العالم به، ولكن.. هذه هي تصريحاتهم ولكن بعد مرور عامين، فلنرى ماذا قالوا؟ قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني: "إن الولاياتالمتحدة رحبت بالدعوات لحوار وطني، وحثت كل المصريين على استخدام العملية الديمقراطية بصورة سلمية، مضيفًا: "نتطلع لأن يعبر كل المصريين عن أنفسهم بصورة سلمية".. ونائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قال: إن "بان كي مون قلق إزاء أعمال العنف وأعداد الضحايا الذين قضوا حتفهم في أعمال العنف الأخيرة. وفي المؤتمر الصحفي اليومي ذكرت الأممالمتحدة أن "مون يؤكد على حق التظاهر السلمي". من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسي أن موسكو تتابع الأحداث الجارية في "مصر الصديقة بقلق بالغ"، قائلة: "نعتبر أنه من المهم في الوضع الراهن اتخاذ كل الإجراءات الممكنة في إطار الشرعية بهدف عدم السماح بزيادة حدة التوتر، واستعادة الاستقرار والنظام الدستوري". وأضافت: "ندعو جميع الأطراف والقوى السياسية لضبط النفس ورفض العنف والحرص على تسوية المشكلات القائمة عن طريق الحوار والتركيز على أهداف مواصلة الإصلاحات التي قد بدأت ولصالح جميع المصريين"، كما نصحت المواطنين الروس الموجودين في مصر بتجنب مواقع التظاهرات. أما الاتحاد الأوروبي فأكد أن الحوار بين القوى السياسية في مصر يجب أن يكون شاملًا وبناءً من أجل التغلب على الأزمة الحالية في البلاد، حتى تستعيد جميع الأطراف المصرية ثقتها بالمرحلة الانتقالية. وشدد مايكل مان المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون على أن الحوار بين أوروبا ومصر يسير بشكل منتظم، ويتم على عدة مستويات، وقال: "نحن نركز على ضرورة احترام حقوق الإنسان والحريات واحترام الأقليات". ودعت فرنسا إلى ضرورة الحوار بين كل أطياف المجتمع المصري، وقال فيليب لاليو، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية: إن فرنسا تأسف "للخسائر في الأرواح عقب الإعلان عن الحكم في قضية استاد بورسعيد والتي وقعت في فبراير من العام الماضي، وأن بلاده تجدد تمسكها والتزامها باحترام الحق في التظاهر "الذي يجب أن يتم تأمينه وهيكلته" لتجنب أي سلبيات". وأوضح "أنه بينما يتم تشكيل المؤسسات المصرية الجديدة فإن باريس تدعو للحوار بين جميع مكونات المجتمع المصري في إطار احترام الشعارات التي رفعتها الثورة". وحثت الصين على عودة الاستقرار بمصر، وقال الناطق باسم الخارجية الصينية هونج لي إن صحفي: "تتوقع الصين أن تشهد المناطق المضطربة في مصر عودة للاستقرار بأقرب وقت ممكن وأن تتفادى وقوع مزيد من الخسائر"، موضحًا: "تؤيد الصين الجهود التي تبذلها الأطراف المعنية في مصر لحل خلافاتها عبر الحوار السياسي". أما وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله، حذر من الاستهانة بقوة التغيرات الثورية في مصر، موضحًا أنها بلد محوري للمنطقة بأكملها، وقال إن "التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر يمتد أثرها إلى خارج حدود البلاد، وتؤثر على مجريات الأمور في دول عربية أخرى". أخبار مصر - تقارير - البديل Comment *