أعلن د. محمد عثمان الخشت - مدير مركز اللغات الاجنبية والترجمة بجامعة القاهرة - أن المركز قام بترجمة جديدة لكتاب مهم صدر فى أمريكا مؤخرا بعنوان "مستقبل الاسلام السياسى" لمؤلفه جراهام فوللر الذى يعد واحدا من الكتاب القليلين فى الغرب الذى يتمتع بخبرة عميقة فى شئون العالم الاسلامى، حيث شغل منصب نائب رئيس مجلس الاستخبارات القومى فى وكالة المخابرات الأمريكية وعلى دراية كبيرة بالمنطقة الممتدة من شمال افريقيا وحتى إندونسيا فى اطار مشروع جامعة القاهرة للترجمة الذى اطلقته من خلال مركز اللغات الأجنبية والترجمة برعاية د. حسام كامل رئيس الجامعة بهدف تنشيط حركة الترجمة والنشر وتقديم انتاج الكتاب والمفكرين فى الشرق والغرب مترجما الى اللغة العربية. ويكشف الكتاب العلاقة بين الاسلام وشئون الدولة من خلال استعراض واسع لحركات الاسلام السياسى . وتجاوز المؤلف التصور التقليدى فى الكتابات الغربية ونظر الى الاسلام من زاوية أكثر موضوعية بعدم ربطه بالأوهام الغربية عن علاقة الاسلام بالارهاب، بل يبدو الكاتب أكثر موضوعية فى كثير من فصول الكتاب عندما يلفت الانظار إلى أن الاسلام كدين ينبذ العنف واللجوء اليه كوسيلة لحل المشكلات وأن ما ينسب اليه من خلال فكرة الجهاد ، وهى فكرة اصيلة فى الاسلام، لا يرتبط سوى بالدفاع عن النفس واستخدام المحاربون المسلحون فى الماضى هذا المصطلح فى حملاتهم العسكرية الأوسع ، ولكن بعض الجماعات المتطرفة أخذت فكرة الجهاد تبريرا لاعمالها الارهابية ضد الغرب أو حتى ضد اخوانهم المسلمين. ويشير الكتاب الى التجارب الاسلامية فى العصر الحديث والتى وصل فيها الاسلاميون الى سدة الحكم فى بعض البلدان ولم تتخذ الاسلام الصحيح مرجعية حقيقية، بل نتجت هذه الحكومات كرد فعل على الماضى السلطوى لتلك البلدان ولم ينس الكاتب أن يبدى اعجابه بالنموذج التركى الذى يمثل نجاحا لفكرة الأسلاموية وان كانت التجربة تحتاج لوقت أطول للحكم عليها كاتجاه اسلاموى ناجح . ويجيب الكتاب عن العديد من الاسئلة التى تبدو غامضة لجمهور المثقفين، مثل ما هو الاسلام السياسى، وكيف يمارس تأثيره فى العالم ، وما تأثيره على المجتمع الدولى، وما التحديات التى تواجهه فى ذاته، وما سبب العداء الدائم الذى يكنه الغرب للاسلاميين وكذلك الاسلاميون للغرب، وكيف أن طبيعة الأنظمة الحاكمة المتصلبة فى العديد من البلاد الاسلامية ، وخاصة بلدان الشرق الأوسط قد عملت على تأجيح هذا العداء بشكل مباشر . ويقول د. محمد الخشت أحد الخبراء القلائل فى الشأن الاسلامى، في مقدمته للكتاب، إن التيار الاسلامي يمكنه أن يقدم نموذجا عصريا يقرب الاسلام من العالم ويقرب العالم من الاسلام ويمثل بداية لتحقيق حالة جديدة بين الاسلام و المعاصرة، مشيرا الي أن الاسلام يؤمن بالتطور والتغيير وأن التحدي الذي يواجه مستقبل الإسلام السياسي هو كيفية جعل القيم الإسلامية ذات صلة وقابلة للتطبيق علي القضايا الإجتماعية والإقتصادية المعقدة في الوقت الحاضر وكذلك الإسهام في المحافظة علي تماسك النسيج الإجتماعي . أخبار مصر – البديل Comment *