قالت صحيفة "فايننشال تايمز" في افتتاحيتها اليوم إن مصر تحتاج إلى بناء توافق سياسي قابل للتطبيق بين مؤسسة الرئاسة متمثلة في الرئيس مرسي وقوى المعارضة، لتخرج من دوامة فوضى يمكن أن تغري الجيش للعودة مرة أخرى إلى الساحة السياسية، مشيرة إلى أن مرسي فشل في تحقيق الاستقرار. وأضافت الصحيفة البريطانية أن إعلان الرئيس المصري محمد مرسي فرض حالة الطوارئ لمدة شهر في مدن القناة الثلاث (السويس - الإسماعيلية - بورسعيد) بعد أسبوع من العنف القاتل هو وسيلة محبطة للاحتفال بالذكرى السنوية الثانية للثورة المصرية. وأشارت أنه في حين أن هذا ليس دليلا دامغا على الارتداد بعد 30 عاما من حكم الطوارئ من قبل الرئيس المخلوع حسني مبارك ووسط ردود الأفعال السلطوية من قبل مرسي وحكومته التي يقودها الإخوان، إلا أنه مؤشر ينذر بالخطر للدخول في دوامة فوضى يمكن أن تغري الجيش للعودة مرة أخرى إلى الساحة السياسية. وأكدت الصحيفة أنه حتى الآن لا يوجد أي مؤشر على الاستقرار الذي تحتاجه مصر من أجل إحياء الاستثمار وخلق فرص العمل، مشيرة إلى أنه ليس من الواضح من تحديدا الذي يحكم مصر، " فلا يزال هناك ثلاث مراكز للقوى تتمثل في مؤسسة الرئاسة التي تعمل كامتداد لجماعة الإخوان المسلمين، والجنرالات، والمعارضة العلمانية المجزأة لأحزاب صغيرة ونشطاء في الشارع ". وقالت "فايننشال تايمز": إن السيد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، من خلال استيلائها على السلطة وعلى عملية صنع القرار من خلف الكواليس، يبدو أنهم يعتبرون المؤسسات في مصر باعتبارها ملكية خاصة لهم، في حين تفشل قوى المعارضة في تقديم وصياغة البديل للمواجهة ". ولفتت "فايننشال تايمز" إلى أنه وسط احتدام هذا الصراع السياسي المحتدم العقيم، ينزل الاقتصاد المصري على ركبتيه، فقرض صندوق النقد الدولي، الذي يتطلب عملية ترشيد حاسمة للدعم الاجتماعي الذي يلتهم ربع الميزانية، لم يتم التوصل إليه حتى الآن والتضخم في أسعار المواد الغذائية والوقود مرتفع والعملة تحت ضغط شديد. ومن ناحية أخرى، حافظت مصر على بعض الثبات على قدميها من خلال تحويلات قطر، التي تحمي استثماراتها مع جماعة الإخوان وليس الثورة التي قام بها المصريون. ورأت الصحيفة في ختام افتتاحيتها أن بعض من هذا الاضطراب هو أمر لا مفر منه، حيث أن مصر تسعى للخروج من صحراء الاستبداد، لكن في الوقت ذاته، الرئيس مرسي ليس لديه الكثير من الوقت لإثبات أن التيار الإسلامي يمكنه أن يحكم من أجل مصلحة كل المصريين، كذلك المعارضة لا ينبغي أن تكتفي فقط بصيحات الاستياء لأنه إذا لم يستطع الجانبان بناء توافق في الآراء قابل للتطبيق، سوف يسقطان كلاهما معا. Comment *