أقيمت ندوة "المثقفون والصراع السياسي" التي شارك فيها الدكتور صلاح فضل وحسام عقل، وسط غياب كثير من الضيوف منهم عماد أبو غازي وصلاح سلطان. وقال الدكتور صلاح فضل عضور المجلس الاستشاري السابق وأستاذ النقد الأدبي بجامعة عين شمس خلال كلمته، إن مشكلة الدستور هي سبب الاضطرابات التي نشهدها الآن، وتابع: "حاولنا وضع معايير للجمعية لكن حزب الحرية والعدالة رفض، وبعد مضي شهرين اتضح أن غياب المثقفين والقانونيين قد أثر على الجمعية فشكلوا لجنة استشارية، وكنت عضوا فيها وعندما انتهينا من تقريرنا بضرورة تعديل 66 مادة من الدستور عرضناه على المستشار حسام الغرياني لعرضها على الأعضاء، فطلب منا أن نترك الأوراق، فقلنا إننا لابد أن نعرضها على الجمعية لتوضيح وجهة نظرنا في تعديل كل مادة، فرد علينا قائلا: "الوقت ضيق"، وتم إخراج الدستور على عجل وبه ثغرات تفتح أبواب جهنم" وأضاف فضل، أن "خلاصة التطورات السياسية الراهنة خلال العامين الماضيين أننا ننتقل من عصور الاستبداد والطغيان إلى فكر الديمقراطية، في حين أن ثقافتها عندنا لم تتأصل فينا بعد، وأهم عنصر فيها هو قبول التعدد والاختلاف وعدم سعي أي طرف على فرض آرائه ومبادئه على الآخر" وتساءل فضل "هل نحن مقبلون كما يتوهم الكثير على ردة ثقافية؟"، مشيرًا إلى اتخاذ بعض المتأسلمين اليوم من الدين تجارة سياسية، والوقوف ضد المواثيق العالمية لحقوق الإنسان، وتابع: "أقول لهم لن يستطيع أي إنسان أن يفرض علينا شيئا لا يتوافق معنا". ودعا المجتمع لنبذ دعاة الفرقة بين المسلم والمسيحي، لافتًا إلى أنه "لا يعرف كيف خرج هؤلاء على المجتمع بدعوات متخلفة تعتبر عارًا على تاريخ مصر فينبغي أن نبرأ ممن يقولها". بينما أكد الدكتور حسام عقل مدرس النقد الأدبي بكلية الآداب في جامعة عين شمس، أنه يختلف مع بعض ما يطرحه الدكتور صلاح فضل، وقال إن الوطن المصري يمر بمرحلة محتقنة، حيث تصور الكثيرون أن المشكلة تكمن في إزاحة الطاغية واكتشفنا بعدها أننا دخلنا في الاختبار الثاني وهو تعايش الفرقاء. وتساءل هل يمكن لهذا الثالوث اليساري والليبرالي والإسلامي أن يجلسوا إلى طاولة واحدة ويصنعوا عقدا اجتماعيا جديدا؟، خاصة وأننا نحتاج كل واحد منهم فاليساري نحتاجه من اجل العدالة الاجتماعية أما الليبرالي فنحتاج منه الحريات المدنية أما الإسلامي فنريد منه الوسطية المعتدلة لعمل المنظومة الوطنية .. هل يمكن أن نصنع ذلك من خلال حوار خلاق؟، هذا هو الاختبار الذي علينا أن نجتازه. ووصف عقل ما يحدث في مصر الآن بين التيارات الإسلامية والتيار الآخر بالشيطانية حيث يتحدث الإسلاميون على الآخرين بمنطق الإلحاد والكفر والآخرون يتكلمون على الإسلاميين أنهم خارجون على العصر والوقت، وهذا ما يعانيه الوطن المصري ولذلك مهمة المثقفين إعادة مصر كوطن واحد للجميع. وأكد عقل أن وظيفة المثقفين هي صناعة عقد اجتماعي جديد من خلال تبصير الناس بمعني الحرية وتجلياتها السياسية والحياتية . وقال عقل إن استنساخ تجارب اليسار العنيف لمصر، أمر مرفوض يهدد أمن مصر، مؤكدًا على أن تجربة "البلاك بلوك" هي استنساخ للغلو والتزمت وعلينا أن نرفضه. وكشف عقل أنه بعد حوار دار بينه وبين عصام العريان ومع أبو العز الحريري وقيادات حزب الغد، وجد أن العيب يكاد يكون قاسما مشتركا بين الثلاث، ومشتركون في إغراق مصر بسبب دخولهم في تنظير سياسي شديد الخطورة. وأكد عقل أن الأفكار التي تظهر لبعض المنتمين للتيار الإسلامي وقد تكون صادمة يمكن حلها بالحوار، وقال "كان لي تجربة في الحوار مع بعضهم، فبعد الثورة بعض الشباب قاموا بتغطية التماثيل في الإسكندرية بناء على فتوى بتحريمها من احد الدعاة الإسلاميين، وبدأت الأجواء تتكهرب، ووجدت النخبة المثقفة أضعف من أن تعالج الموقف، فخاطبت صاحب فتوى التحريم ودار حوار بيننا لمدة نصف ساعة وقلت له من سيسمع الفتوى من الممكن أن يتجه ليهدم أبو الهول في حين أن عمرو بن العاص عندما جاء مصر لم يمس أي شيء له علاقة بالفراعنة، وبالفعل بعد حواري معه، أصدر فتوى أخرى بأن التماثيل في مصر ليست شركا بل تراثا .. وهكذا تمكنت من حل المشكلة بالحوار وليس بالاتهامات المتبادلة. وأكد أنه مازال يوجه للتيار الإسلامي نقد عنيف، مشيرا إلى أنه ليس محسوبا عليهم في هذه المرحلة، وأنه من أنصار المصالحة وإيقاف عملية الشيطنة، قائلا: التيار الإسلامي كان أداؤه البرلماني مهلهلا وضعيفا ولكن في المقابل أين مبادرات اليسار في تقديم الحلول. وأشار إلى وجود الآن مراجعات في التيار الإسلامي تستلزم بالمقابل أن تكون هناك مراجعات جذرية داخل التيار اليساري والليبرالي، وأن الخطاب الإعلامي في مصر دخل مرحلة الخطاب العنيف بدعم رءوس أموال وخاصة الفضائيات الخاصة، ويحتاج لإعادة نظر فيه. Comment *