تساءلت صحيفة "الإندبندنت" الإنجليزية حول ما يحدث في مصر، فلقد مرت سنتان منذ "الثورة" التي أطاحت بحسني مبارك، ولكن أشياء عديدة أصبحت أسوأ مما مضى، بدلا من أن تكون بزوغا لفجر جديد ومشرق. جاء ذلك في تقرير مطول نشرته الصحيفة بعنوان "ماذا حدث للربيع المصري؟" وأشارت الصحيفة البريطانية أن السياحة وهي شريان الحياة الاقتصادية تعاني والاقتصاد في تراجع مستمر، وأضافت أن المصريين أصيبوا بخيبة أمل مع حكامهم الإسلاميين بعد الانتشاء المسكر للثورة الشعبية، وانتظروا عبثا لتحسين حياتهم في عهد الرئيس مرسي، المتهم بالفشل في تحقيق أهداف الثورة : خبز حرية عدالة اجتماعية. وفيما يتعلق بقضية العدالة الحقيقية، فبعد مقتل 800 أثناء الثورة لم يدن أحد ممن حاولوا سحق تلك الانتفاضة، وفقا للصحيفة البريطانية. وقالت الاندبندنت إن منظمة العفو الدولية انتقدت تقاعس مرسي من خلال عدم إعطاء ضمانات لمعاقبة الفاعلين، وأن الرئيس مرسي نأى بنفسه عن عقود من الانتهاكات التي ارتكبها النظام السابق. ونقلت الصحيفة البريطانية عن دليل سياحي في الأهرامات أن مرسي هو مثل مبارك لأن مرسي لم يفعل شيئا للناس، لقد تخلصنا من مبارك لأنه لم يفعل شيئا للناس. ونقلت الصحيفة عن مصطفى علوي سيف العالم السياسي أن الإخوان المسلمين جيدون في الفوز في الانتخابات بفضل سنوات من التنظيم ذي القاعدة الشعبية، ولكنها غير كفء في الحكومة، فهم وفقا لمصطفى يفتقرون إلى الخبرة في صنع القرار، وليست لديهم أي خبرة في إدارة النظام. وأضافت الصحيفة البريطانية أن هذا الاضطراب السياسي الناجم عن سياسات الرئيس أدى إلى عواقب اقتصادية ملموسة مثل انهيار السياحة، والجنيه المصري انخفض بشكل حاد في قيمته، وتم سحب 5 مليارات دولار استثمارات أجنبية في مصر خلال الأشهر الستة الماضية. الحكومة لا تزال تفاوض على قرض من صندوق النقد الدولي قيمته 4 بليون دولار، ولكن المصريين لايعرفون أن أي اتفاق سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار، والحد من الدعم الحكومي، مما يؤثر على غالبية المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر، يقول الدكتور سيف للاندبندنت إن الحكومة لاتعرف الطريق لتصحيح السياسة الاقتصادية. Comment *